بسم الله / الاستقبال / الصحيح الفصيح/بينما وفيما 

الصحيح الفصيح

تصحيح أخطاء شائعة (1)

"بينما" و "فيما"

     

    سُلّطت " فيما " على " بينما " فَنَفَتْها فلم نعد نسمع لهذه الأخيرة ذكرا ولم نعد نشعر لها بوجود، مع أنّ اختلافا كبيرا بين دلالتي الكلمتين، لا يسمح بأيّ حال أن تحل " فيما " محل "بينما ". فهذه الكلمة الأخيرة (بينما) كما نصّت عليه كتب اللغة تستعمل لإفادة المفاجأة، على عكس الكلمة " فيما " التي لم تستعمل قط لتأدية معنى المفاجأة طوال تاريخ حياة اللغة العربية حتى أيامنا هذه حينما فاجأنا المتعسفون باستعمالها محل " بينما " وبدلا منها. وهو استعمال تنكره اللغة ولا تجيزه بتاتا.

    فممّا جاء في ( لسان العرب) لابن منظور في مادة "بين :"

..." ويقال بينا وبينما وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة ... وفي الحديث : "بينا نحن عند رسول الله، إذ جاءه رجل... " ومنه قول الحرقة بنت النعمان :

" بـينا نسوس الناس والأمر أمرنا    إذا نحن فيهم سوقــة نتنصّف "

وقال القطامي  :

" فبينا عمير طامح الطرف يبتغي    عبادة إذ واجهت أصحم ذا خثر"

وقول أبي داود  :

" بــينما الـــمرء آمــــن راعـــه را    ئع حتف لم يخش منه انبعاقه"

    وفي شرح كلمة " بين " ورد في " المعجم الوسيط " الذي أصدره " مجمع اللغة العربية بالقاهرة ما يلي : "... وقد تزاد عليها الألف أو " ما " فتصير "بينا" و"بينما" وتكون ظرف زَمَانٍ بمعنى المفاجأة. ولها صدر الكلام " هـ.

    فلفظ " ما " في " بينما " زائد يمكن الاستغناء عنه بينما هو في " فيما " إسم موصول يعني " الذي " ولا يمكن الاستغناء عنه. قال تعالى : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) (الآية 93 سورة المائدة) وقال تعالى : ( الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون(  (الآية 69 سورة الحج.(