التعريف
اللغوي :
مما
جاء في "تاج
العروس من
جواهر
القاموس" : «نحته
: براه ونشره
وقشره.» وفي (اللسان)
«النحت : نحت
النجار
الخشب...
والنحيت
الذاهب
الحروف من
الحوافر.
والنحيت
الدخيل في
القوم
والنُّحاتة
ما نحت من
الخشب
والبُرَاية.».
ومما جاء في
شرح (المعجم
الوسيط) : «نحت
الكلمة
أخذها
وركبها من
كلمتين أو
كلمات يقال "بَسْمَلَ"
إذا قال : باسم
الله الرحمن
الرحيم و"حَوْقَلَ"
إذا قال : لا
حول ولا قوة
إلا بالله.».
ونص
الثعالبي في
فقه اللغة
: «العرب تنحت
من كلمتين
وثلاث (كلمات)
كلمة واحدة
وهو جنس من
الاختصار
فقولهم : "رجل
عبشمي"
منسوب إلى
عبد شمس (والحيصلة)
من قولهم حي
على الصلاة.».
يقول
ساطع الحصري :
« ذكر ياقوت
في معجم
الأدباء في
ترجمة
الظهير
النعماني
اللغوي أن
عثمان بن
عيسى النحوي
البلنطي شيخ
الديار
المصرية
سأله يوما
عما وقع في
كلام العرب
من المنحوت،
ومعناه أن
الكلمة
منحوتة من
كلمتين كما
ينحت النجار
خشبتين
ويجعلهما
واحدة،
فَشَقَحْطَب
منحوت من "شق"
و"حطب"
فسأله
البلنطي أن
يثبت له ما
وقع من هذا
المثال
ليُعوِّل في
معرفتها
عليه،
فأملاها
عليه في نحو
عشرين ورقة
من حفظه :
وسماها (كتاب
تنبيه
البارعين
على المنحوت
من كلام
العرب)».
وقد
أيد جلال
الدين
السيوطي هذه
الآراء في
كتابه "المزهر"
وذكر نحوا من
ثلاثين كلمة
من
المنحوتات (ص
285 - 288).
وخصص (جرجي
زيدان) في
كتابه (الفلسفة
اللغوية
والألفاظ
العربية)
بحثا
مستفيضا في
النحت وقال
في مستهله :«النحت
ناموس فاعل
على الألفاظ
وغاية ما
يفعله فيها
إنما هو
الاختصار في
نطقها
تسهيلا
للفظها
واقتصادا في
الوقت بقدر
الإمكان
وهذا
الناموس لم
تنج من فتكه
لغة من لغات
البشر
أدناها
وأسماها بل
قد جرى فيها
على السواء
من أول
نشأتها ولم
يزل حتى
الآن، ولن
يزال إلى ما
شاء الله».
ومن الأمثلة
التي أوردها
بشأن النحت "سَبْحَلَ"
قال "سبحان
الله" و"هَلَّلَ"
قال "لا إلاه
إلا الله" و"حَيْفَلَ"
قال "حي على
الفلاح" "طَلْبَقَ"
قال "أطال
الله بقاءك"
و"جَعْفَلَ"
قال "جُعِلْتُ
فداك" و"دَمْعَزَ"
قال "أدام
الله عزك" و"سَمْعَلَ"
قال "السلام
عليكم".
ويقول عبد
القادر
المغربي في
كتابه (الاشتقاق
والتعريب) : «النحت
أيضا ضرب من
ضروب
الاشتقاق.
ومعناه في
أصل اللغة :
البَرْيُ.
يقال : نحت
الخشب
والعود إذا
براه وهذب
سطوحه. ومثله
في الحجارة
والجبال. قال
تعالى : {
أتعبدون ما
تنحتون } {
وتنحتون من
الجبال
بيوتا }.
والنحت في
الاصطلاح : أن
أعمد إلى
كلمتين أو
جملة فتنزع
من مجموع
حروف
كلماتها
كلمة فذة،
تدل على ما
كانت تدل
عليه الجملة
نفسها. ولما
كان هذا
النزع يشبه
النحت من
الخشب
والحجارة
سمي نحتا وهو
في الحقيقة
من قبيل
الاشتقاق
وليس
اشتقاقا
بالفعل. لأن
الاشتقاق أن
تنزع كلمة من
كلمة. والنحت
أن تنزع كلمة
من كلمتين أو
أكثر. وتسمى
تلك الكلمة
المنزوعة
منحوتة.
ويقول
المغربي :
يمكن إرجاع
النحت إلى
أربعة أقسام
:1) نحت فعلي 2)
نحت وصفي 3)
نحت إسمي 4)
نحت
نَسَبِيّ.
1)
النحت
الفعلي : أن
تنحت من
الجملة فعلا
يدل على
النطق بها أو
على حدوث
مضمونها مثل
قولهم "بَأْبَأَ"
قال "بأبي
أنت".
2)
النحت
الوصفي : أن
تنحت من
كلمتين كلمة
واحدة تدل
على وصف
بمعناها أو
بأشد منها
نحو "ضَبْطَرٌ"
للرجل
الشديد
منحوتة من "ضَبْط"
و"ضَبْر".
3)
النحت
الإسمي : أن
تنحت من
كلمتين إسما
مثل "جَلْمُود"
من "جَلَد" و"جَمَد".
ويأتي في هذا
النوع أن
تكون حروف
المنحوت عين
حروف
المنحوت منه.
ويكون أثر
النحت في
الصيغة
والهيأة لا
في المادة
مثل "شَقَحْطَب"
على وزن "سفرجل"
وهو إسم
الكبش الذي
له قرنان كل
منهما يحاكي
"شق حطب".
4)
النحت
النَّسَبِيّ
: أن تنسب شيئا
أو شخصا إلى
بلدتين مثل "طبرشان"
و"خوارزم"
فتنحت من
اسميهما
إسما واحدا
على صيغة
الإسم
المنسوب
فتقول : "طَبَرْ
خَزِيّ".
هذا ملخص
الأقسام
الأربعة
للنحت.
وتطرق
مصطفى صادق
الرافعي إلي
بحث النحت في
كتابه (تاريخ
آداب العرب)
(ج 1 ص 184 - 187) وبعد
أن ذكر
الكلمات
المنحوتة
المشهورة
قال ما يلي : «ومن
أنواع
التصرف
بالنحت في
العربية هذه
الحروف فإن
من العلماء
من يذهب إلى
أنها بقايا
كلمات. وقد نص
بعضهم على
ذلك في أحرف
المضارعة (أ -
نـ - يـ - تـ)
فقال : «إنهم
أخذوا
الهمزة من "أنا"
والنون من "نحن"
والتاء من "أنت"
وعدلوا عن
الواو من "هو"
إلى الياء
لكونها أخف
منه، وجعلوا
الأحرف
دليلا على ما
كانت تدل
عليه الأصول
تقريبا
فكملت
المعاني مع
إيجاز اللفظ».
ونقل
محمود شكري
الألوسي في
كتابه : (بلوغ
الأرب في
معرفة أحوال
العرب) ما
قاله ابن
فارس عن
النحت وأضاف
إلى ذلك
الملاحظات
التالية : «مما
يدل على أن
اللغة
العربية
أحسن اللغات
صيغة
وأساليب
وأتمها
وأكملها
نسقا
وتأليفا،
تسويغ
استعمال
النحت عند
اقتضاء
الضرورة ولو
أن العرب
الأولين
شاهدوا
البواخر
وسكك الحديد
وأسلاك
التلغراف
والغازات
ونحو ذلك مما
اخترعه
الافرنج
لوضعوا لذلك
أسماء خاصة
ناصعة فهم
على هذا غير
ملومين
وإنما اللوم
علينا حالة
كوننا قد
ورثنا لغتهم
وشاهدنا هذه
الأمور
بأعيننا ولم
ننتبه لوضع
أسماء على
النسق الذي
ألفه العرب
وهو
الاختصار
والايجاز (ج 1
ص 46 الطبعة
الثانية).»
ويقول
ساطع الحصري
بعد هذا « إن
الوسائل
التي يمكن
الاستفادة
منها لتكوين
كلمات جديدة -
بقصد
الدلالة على
معان جديدة -
تتلخص في
ثلاث طرق
أصلية :
الاشتقاق،
التعريب،
النحت.».
ويعني
بالتعريب ما
أطلقنا عليه
اسم "التعريب
الاقتباسي
الصياغي".
وأصدر
مجمع اللغة
العربية
بالقاهرة
قرارا بجواز
النحت
للمحدثين
هذا نصه : «يجوز
النحت عندما
تلجئ إليه
الضرورة
العلمية». صدر
هذا القرار
في الدورة
الرابعة عشر
لمؤتمر
المجمع
واحتج له
الشيخ
إبراهيم
حمروش ببحث
نشر في مجلة
المجمع (الجزء
السابع ص 201)
ضمن تقرير
للجنة بحثت
موضوع النحت
ومدى
الاستفادة
منه، ورأت
فيه: « القول
بجواز النحت
في العلوم
والفنون
للحاجة
الملحة إلى
التعبير عن
معانيها
بألفاظ
عربية موجزة.»
وعُرِضَ
تقريرها على
المؤتمر.
دور
النحت في
التعريب
:
استعمل
المعربون
النحت كثيرا
لتعريب
المصطلحات
والألفاظ
الأعجمية
المركبة
فنجد مثلا في
"معجم
الألفاظ
الزراعية"
للأمير
مصطفى
الشهابي
رئيس المجمع
العلمي
العربي
السوري
ونائب رئيس
مجمع اللغة
العربية
بالقاهرة
اللفظ
الفرنسي
Amphibie
معربا
بلفظ "بَرْمَائِي"
المنحوت من "البر"
و"الماء"
كما نجد
قبالة
Sous-sol كلمة
"تَحْتُرْبَة"
المنحوتة من
"تحت التربة"
وقد أقرها
مجلس مجمع
مصر.
ونجد فيه
كذلك
المعربات
التالية : لا
هوائي
Anaérobie، لا
جفني Ablépharie، لا
فقاري
،Invertébré
لا
مائي Anhydre. وفي
مجموعة
المصطلحات
العلمية
والفنية
التي أقرها
مجمع اللغة
العربية ضمن
قائمة
مصطلحات في
علم الأمراض
بالانجليزية
والعربية "بودمة"
Uraemia،
الكلمة
العربية
منحوتة من
بول ودم، "لا
قزحية" Aniridia،
"لا قياسي" Anomaly
، "اللامقلة"
Anophtalmus،
"اللابلورية"
Aphquia،
"لامتصالبة"
Non-decussating
، "لا
التهابي"
Non-inflammatory،
"اللاوقاية"
Anaphylaxie،
"لا حشويات" Coelentrates.
وضمن
قائمة
مصطلحات
الطب
والتشريح
نجد : "اللاَّلَوْنِيّ"
Achromatic، "لا
محية" (بيضة)
Alecital (Ovum)، "اللافتيلي"
(اللاّنقسام) "Amitosis،
اللا
مسمى" (الشريان)
Innominate (aretery)، "اللاتعادلي"
(التخيط) Asymetrical
(Mitosis). ونجد ضمن
مصطلحات علم
الصحة : "لا
كربوناتي" (عسر)Non
carbonate (herdness) ،
"اللاعضوي" (الجوامد)
Non organic (solides).
ونجد ضمن "مصطلحات
علوم
الأحياء" : "اللاهوائيات"
(الحيوانات)
Anaerobi, also, anaerobious, anaerobism ، "اللامتعضي"
(غير المتعضي)،
Anorganism
"اللاتزاوجي
Asexual ، "اللاحشويات"
Coelenterata ، "اللاشوكي"
(اللا إسفنجي)
Demospongia،
"اللافتيلي"
"اللانقساميي"
Division, Direct of Annetisis "اللامُعَضَّاة"
(الخمرة)
Enzyme = Unorganised ferment
، "اللاعضوي"
Inorganic
، "اللافقريات"
Invertebrata ، "اللاإرادية"
(العضلة)
Involuntary (muscle) ، "لا يخضوري"
Achlorophyllaceois، "لا بذري"
Acryptogamy،
"حيهوائي"
Aerobic منحوتة من
كلمتين "حي"
و"هواء"، "لاميكروني"
Amicronic، "برمائيات"
Amphibia ، "برمائي
Amphibious، "لا
محوري"
Anaxial، "اللامتساوي
عددا"
Anisomerous ، "اللامتساوي
جسما"
Anisotropous ، "لا
نووي"
Anucleate ، "لا
ذنبيات" Amura ، "لا
ذنبي"
Amurous ، "لا
بتلي" = "لا
تويجي"
Apetalous ، "لا
مشيمي" Aplacental ، "لا
مشيميات"
Aplacentalea لا قدمي Apodal,
= Apodous ,
"لا أرضي" (انتحاء)
Apogeotropism، "لا
جرثومي"، "لا
بوغي"
Apospory ، "لا
نقيري"
Aprogamy ، "لا
ريشي" Apteria ، "لا
جناحي"
.Apterous
وفي كتاب "مصطلحات
علمية"
للدكتور
محمد صلاح
الدين
الكواكبي
عضو المجمع
العلمي
العربي
بدمشق نجد
فصلا خاصا
بالمصطلحات
العلمية
المنحوتة
التي وضعها
بنفسه تشتمل
على مائة
وثلاثة
مصطلحات
علمية
فرنسية -
عربية نقتطف
منها ما يلي : "حلثمة"
: (حل جرثم)
Bactériolyse ،
"خسفلة" : (خسف
– فحملة
Décarboxylation، ("مخسفل"
Décarboxylé،
"خسفل"
Décarboxyler، "بلمهة"
(بلا ماء
Déhydratation، ("بلغز" (بلا
غاز
Dégazer، ("خسفمة" (خسف
مين
Désamination، ("بلسمة"
(بلا سم)
Détoxication ، "بَلْسَمَ"
Détoxiquer ، "خثربة"
(خثر كهربا)
Electro-coagulation,
"مقيهل" (مقيء
- مسهل
Emeto-cathartique ، "دميوان"
(دم حيوان( Hématozoarea
، "تَحَلْدُم"
(حل - دم)
Hémolyse,
" حَلْدَم"
Hémolyser، "تَحَلْدَم"
،Hémolyser (s') "
حلسجة"
(حل نسيج
Histolyse، ("سمدمين"
(سم دم) دم)
Hémotoxine, "
حلسج" Histolyser، "ماسل" (ماء
– عسل
Hydromel ، ("شحماحين"
(شحم - آحين
Lipido-protide ، ("شحماحيني"
Lipido-protidique
، "بَدْيَوان"
(بدئي -حيوان) Protozoaire
، "منيوان" (مني
- حيوان) Spermatozoaire
، "سمآحين" (سم
- آحين) Toxalbumine
، "فحمائيل" (فحم-مائيل)Carboxyle
، "كميفيزي"Chimio-physique
، "بلثرة" (بلا-
تماثر) Dépolymérisation
، "خسفدة -
أكسيدة" Désoxydation
، "خسفد" Désoxyder
، "كهرباسلبي"
Electro-négatif
، "كهرجابي" Electro-positif
، "محلسج" Histolytique،
"كييسمائي" Hydatique،
"حلمهة" (حل
ماء) Hydrolyse،
"حلمه" Hydrolyser،
"خزلدة" (خزل
أكسد) Oxydo-réduction،
"متماثر"Polymère،
"مافوسج" (ما
فوق
البنفسجي)
.Ultraviolet
الخلاصة
هذه مجرد
أمثلة
اقتبسناها
من آلاف
المصطلحات
التي
تضمنتها
ثلاثة من
مئات الكتب
العربية -
الافرنجية
من تأليف
ثلاث شخصيات
مجمعيين لهم
وزن كبير في
ميدان
العلوم
والثقافة لم
نقصد بها إلا
الاستشهاد
على ما للنحت
من دور في
التعريب. وما
النحت إلا
شكل من أشكال
الإيجاز،
مثل الإعراب
وهما
خاصيتان من
خصائص اللغة
العربية
ينبغي
الانتفاع
بهما في مجال
تعريب
المصطلحات
العلمية كما
سنحاول أن
نثبت ذلك في
الفصول
التالية :
الايجاز
والإعراب
والدقة في
التعبير.
|