الاشتقاق
التعريف
نص
الزبيدي في
معجمه "تاج
العروس من
جواهر
القاموس" على
أن "الاشتقاق
الأخذ في
الكلام وفي
الخصومة
يمينا وشمالا
مع ترك القصد
وهو مجاز. ومنه
سُمِّيَ أخذ
الكلمة من
الكلمة
اشتقاقا ومن
المجاز شق
الكلام
تشقيقا أخرجه
أحسن مخرج".
ونص
المعجم
الوسيط الذي
أخرجه "مجمع
اللغة
العربية
بالقاهرة"
على أن
الاشتقاق (في
العلوم
العربية) : «
صوغ كلمة من
أخرى على حسب
قوانين
الصرف «..
ويعرفنا
بالاشتقاق
عبد القادر
بن مصطفى
المغربي،
عضو مجمع
اللغة
العربية
بالقاهرة
ونائب
المجمع
العلمي
العربي
بدمشق سابقا
فيقول في
كتابه (الاشتقاق
والتعريب) : «
الاشتقاق هو
نزع لفظ من
آخر، بشرط
مناسبتهما
معنى
وتركيبا،
وتغايرهما
في الصيغة،
أو يقال هو
تحويل الأصل
الواحد إلى
صيغ مختلفة،
لتفيد بذلك
الأصل. فمصدر
"ضَرْب"
يتحول إلى "ضَرَبَ"
فيفيد حصول
الحدث في
الزمن
الماضي،
وإلى "يضرب"
فيفيد حصوله
في المستقبل
وهكذا. وهذا
التحول
والاشتقاق
إنما يحقق
الأصول من
طور إلى طور،
لما ينتابها
من العوارض :
فالضرب
يختلف
باختلاف زمن
حدوثه،
وباختلاف
الفاعلية
والمفعولية
إلى غير ذلك
من
الاعتبارات...
وطريقة
الاشتقاق
هذه، وتشعب
أفانينه على
هذه الصورة
ربما كان من
مزايا لغة
العرب التي
انفردت بها ».
ويعرف
(الاشتقاق)
الدكتور عبد
الصبور
شاهين في
كتابه (اللغة
العربية لغة
العلوم
والتقنية) ص 260
على النحو
التالي : "الاشتقاق
هو استخدام
الحركات في
صوغ الكلمات
من المادة
على أساس
قياس مطرد".
ويستطرد
الدكتور (شاهين)
: « وهذا
التعريف من
وضعنا، وقد
جاء في كتب
الصرف أن (الاشتقاق
هو تحويل
المادة
الواحدة إلى
أبنية
مختلفة
لمعان
مقصودة، لا
تصلح إلا بها)».
ويتابع
الدكتور
قائلا : «ونحن
نرى أن
تعريفنا
يصور وحده
الآلية
اللغوية في
صوغ
المشتقات
إلى جانب أنه
يصنف المادة
اللغوية
تصنيفا
علميا دقيقا
بحيث تعزل
الحركات في
الصوامت
ويترتب على
هذا التعريف
أن يصبح
المصدر
والفعل
الماضي -
كلاهما صورة
اشتقاقية
كسائر
المشتقات،
لا أصلا
اشتقاقيا
كما ذهب إليه
القدماء،
على خلاف بين
البصريين
والكوفيين.».
ونحن
نرى أن تعريف
كتب الصرف
للاشتقاق
أكمل وأوفى
دلالة وأدق
تحديدا لأن
تعريف
الدكتور (شاهين)
لا ينطبق إلا
على المجرد
من الأفعال
والأسماء لا
على
المزيدات.
فنحن مثلا
إذا نظرنا
إلى فعل "استغفر"
المشتق من "غفر"
نجده لم
تستخدم في
صوغه
الحركات
فحسب بل
وزيادة حروف
وهي (است)
الألف
والسين
والتاء. أما
تعريف كتب
الصرف فهو
يهدف إلى عكس
ذلك فهو بنصه
على "تحويل
المادة" لم
يطبق على
الحركات فقط
بل شمل
الحركات
والحروف
المزيدة معا.
وظيفة
الاشتقاق
يقول
الأستاذ
أحمد عبد
الرحيم
السائح من
شيوخ الأزهر :
« ... وشيء آخر
يجعل اللغة
العربية
أكثر مرونة
في الواقع من
غيرها من
اللغات
الحية
المعروفة،
وهو أنها
أكثر قبولا
للاشتقاق،
والاشتقاق
باب واسع
تستطيع
اللغة
العربية أن
تؤدي معاني
الحضارة
الحديثة على
اختلافها.
والاشتقاق
في العربية
يقوم بدور لا
يستهان به
وتنويع
المعنى
الأصلي
وتلوينه، إذ
يكسبه خواص
مختلفة بين
طبع وتطبع
ومبالغة،
وتعدية،
ومطاوعة،
ومشاركة،
ومبادلة،
مما لا يتيسر
التعبير عنه
في اللغات
الآرية إلا
بألفاظ
خاصة، ذات
معان مستقلة.
ولا نزاع في
أن منهج
اللغة
العربية
الفريد في
الاشتقاق،
قد زودها
بذخيرة من
المعاني لا
يسهل أداؤها
في اللغات
الآخرى. وقد
لاحظ
السيوطي هذه
الزيادة في
المعنى
المشترك حين
عرف
الاشتقاق
بأنه " أخذ
صيغة من أخرى
مع اتفاقهما
معنى ومادة
وهيئة
وتركيبا
ليدل
بالثانية
على معنى
الأصل
لزيادة
مفيدة،
لأجلها
اِخْتَلَفَا
هيئة وحروفا".
وجلي أن هذه
الطريقة في
توليد
الألفاظ
بعضها من
بعض، تجعل من
اللغة
العربية
جسما حيا
تتوالد
أجزاؤه
ويتصل بعضها
ببعض بأواصر
قوية واضحة،
وتغني عن عدد
ضخم من
المفردات
المفككة
المنعزلة
التي كان لا
بد منها لو
عدم
الاشتقاق.
وإن هذا
الارتباط
بين ألفاظ
العربية
الذي يقوم
على ثبات
عناصر مادية
ظاهرة، وهي
الحروف
والأصوات
الثلاثة،
وثبات قدر من
المعنى سواء
كان ماديا
ظاهرا، أو
مختفيا
مستترا،
خصيصة عظيمة
لهذه اللغة
تشعر
متعلمها بما
بين ألفاظها
من صلات حية
تسمح لنا
بالقول بأن
ارتباطها
حيوي وأن
طريقتها
حيوية
توليدية
وليست آلية
جامدة.»
يقول
الدكتور عبد
الجبار محمد
علي : « لقد
اهتم
الباحثون
العرب
بالاشتقاق
اهتماما
كبيرا،
واعتبروه
أهم وسيلة
لتكوين
المفردات في
اللغة
العربية،
حتى ذهب بعض
الباحثين
إلى اعتبار
اللغة
العربية لغة
اشتقاق ».
وقال
المطران
يوصف داود
الموصلي : « من
خواص اللغة
العربية
وفضائلها
أنها أقرب
لغات الدنيا
إلى قواعد
المنطق بحيث
أن عباراتها
سلسلة
طبيعية يهون
على الناطق
الصفي الفكر
أن يعبر فيها
عما يريده،
من دون تصنع
وتكلف
باتباع ما
يدله عليه
القانون
الطبيعي،
وهذه
الخاصية إن
كانت اللغات
السامية
تشترك فيها
مع العربية
في وجه من
الوجوه،
فقلما تجدها
في اللغات
المسماة
الهندية
والجرمانية
ولا سيما
الإفرنجية
منها ».
ويقول
الأستاذ خير
الدين حقي
المهندس، في
كلية
الهندسة
بجامعة حلب
السورية : « إن
ما يدهش حقا
هو ميل العرب
الأوائل إلى
ضبط لغتهم في
مجار موحدة،
و قواعد
شاملة بمنطق
حضري سليم ».
ويلاحظ رئيس
قسم اللغة
العربية
بالجامعة
الأردنية : «إن
اللغة
العربية
تشتمل في
طبيعة
تكوينها على
عناصر نموها
وحيويتها.
فهناك
القياس
والاشتقاق
والقلب
والابدال
والنحت
والارتجال
والتعريب».
والمقصود "بالتعريب"
في كلامه هو
ما أطلقنا
عليه نحن،
اسم "التعريب
الاقتباسي
الصياغي"،
والمقصود
بــ "الارتجال"
هو ما نسميه
بــ "الوضع"
ويوافقنا في
هذه التسمية
مجمع اللغة
العربية
بالقاهرة.
ويقول
الدكتور عبد
الرحيم بدر : «الواقع
أن اللغة
العربية
تتميز بميزة
هامة عجيبة
هي الاشتقاق.
فالكلمة
الواحدة
كأنها مادة
لدنة مطاوعة
تُضْغَطُ
وَتُمَطُّ
وَتُلَوَّى
بحيث تعطي في
النهاية
المعنى
المطلوب
منها في
منتهى الدقة.
فمن الفعل
الماضي "فَعَلَ"
و"تفاعَل" و"تَفَعَّلَ"
و"انْفَعَل"
و"فاعَلَ" و"أَفْعَلَ"
ومن الصفات
المشبهة
والمبالغة
نجد "فَعُول"
و"فَعَّال"
و"فِعِّيل"
و"فَعَّالَة"
و"مِفْعَل"
وما إلى ذلك.
المهم في هذه
الكلمات أن
كل واحدة
تختلف عن
الأخرى
اختلافا
بسيطا بحيث
تؤدي المعنى
الدقيق
المطلوب
منها في
الأدب
والعلم،
والذي
تتطلبه
مقتضيات
الحضارات
المتطورة
دائما وأبدا».
وقال
الدكتور
عثمان أمين : «وإذا
أردنا مثلا
على ثروة
العربية
بهذا الضرب
من الاشتقاق
والتصريف،
فلننظر إلى
كلام رجل من
المشتغلين
بالعلوم
الطبيعية.
فهو يرى في
كلمة مثل "صَهَرَ"
أي أذاب
الجسم
بالنار
يستفاد
لتأدية هذا
المعنى
بكلمات
دقيقة من
حالات الجسم
تخالف غيرها
من الحالات
فَنَقُول "انْصَهَرَ"،
و"اسْتَصْهَرَ"
و"تَصَاهَرَ"،
و"مُنْصَهِر"،
و"مَصْهُور".
ويزيدنا
الأستاذ عبد
الرحمن
الكيالي
توضيحا : «...وتمتاز
اللغة
العربية عن
غيرها بأن
الأصل
الواحد
يتوارد عليه
مئات من
المعاني
بدون أن
يقتضي ذلك
أكثر من
تغييرات في
حركات
أصواته
الأصلية
نفسها مع
زيادة بعض
الأصوات
عليها، أو
بدون زيادة.
وإن ذلك يجري
وفق قواعد
مضبوطة
دقيقة نادرة
الشذوذ مثلا
عَلِمَ،
عَلِمْنَا،
أَعْلَمُ،
نَعْلَمُ،
تَعْلَمُ،
اِعْلَمْ،
اِعْلَمِي،
عَلَّمَ،
نُعَلِّمُ،
تُعَلِّمُ،
تَعَالَمَ،
عُلِمَ،
يُعْلَمُ،
عُلِّمَ،
عَلاَمَة،
عِلْم،
عُلُوم،
إِعْلاَم،
عَلاَمَات،
عَلِيم،
عَلاَّمَة،
عُلَمَاء،
عَالِمُون،
مُتَعَلِّم،
مُعَلِّم،
مَعَالِم،
مَعْلَم،
مُعَلَّم،
مَعْلوم،
عَالَم،
عَالَمُون،
عَوَالِم...الخ،
هذا ولم تصل
أي لغة سامية
أخرى في هذه
الناحية إلى
هذا الشأن».
ويؤكد
الأستاذ
نعمان ماهر
الكنعاني من
بغداد : «الاشتقاق
هو أخذ كلمة
من أخرى
تتشابه فيها
بعض الحروف
فإذا تشابهت
الحروف
الأصلية،
أسفرت عن
معاني قد
تكون قريبة
وقد تكون
بعيدة عن
المعنى
الأصلي،
وهذا
الاشتقاق قد
أضاف إلى
العربية ما
أضاف المجاز.
فلفظة "بَصَرٌ"
التي هي
النظر
والرؤية،
وكذلك
الخبرة
والدراية،
لك أن تشتق
منها وفق
قواعد
الاشتقاق
أفعالا
وأسماء
كثيرة، لكل
منها معنى
خاص. فإنك
تشتق منها "بَصُرَ"،
"باصِرَة"،
"مُبْصِر"،
"مُتَبَصِّر"،
وَتَبَصَّرَ
الخ...».
يقول
العلامة
ساطع الحصري
بعد ما ذكر "النحت"
و"التعريب"
و"الاشتقاق"
: «...لا ريب في أن
الاشتقاق هو
أهم الوسائل
الثلاث لأنه
الأفعولة
الأصلية
التي كونت
اللغة
العربية
فستبقى هذه
الأفعولة
بطبيعة
الحال أهم
الأفاعيل
التي ستعمل
على توسيعها.
زد على ذلك أن
عملية
الاشتقاق
تشمل
الوسيلتين
الأخريين،
إذ أنها
تتناول نتاج
التعريب
والنحت أيضا
وتولد كلمات
جديدة حتى من
الكلمات
المُعَرَّبَة
والمنحوتة.«.
يقول
الدكتور
رشاد محمد
خليل : «قسم
بعض العلماء
الاشتقاق
إلى صغير
وكبير وأكبر.
والاشتقاق
الصغير أو
الأصغر - كما
يسمى أيضا هو
الاشتقاق
الأساسي
الذي بنيت
عليه المادة
المعجمية
كلها، وهو
الذي يهمنا
أمره في هذا
البحث لأنه
من أخطر
الأصول
اللغوية
دلالة على
العمليات
العقلية
والنفسية
المختلفة
وارتباطها
بها. وهو
يحتاج إلى -ويدل
على- عدة
عمليات مثل
الملاحظة
والجمع
والترتيب
والمقارنة
والاستنتاج
والإدراك
والخيال
ورقة
الإحساس
ودقة
التمييز. فهو
مقياس بالغ
الأهمية لكل
هذه
العمليات
على
اختلافها
وهو يستطيع
أن يضع
أيدينا على
مقدرة العرب
على
التَّرَقِّي
من الحسي إلى
المعنوي
وعلى التدرج
في الحسي
والمعنوي،
وعلى إدراك
العرب
العلاقات
التي تربط
الأشياء
والكائنات
بعضها ببعض».
ويقول
الأستاذ
سليم حيدر
مندوب لبنان
في مؤتمر
التعريب : «اللغة
العربية
تمتاز عن
جميع لغات
العالم
بعبقرية
الحروف.
فالحرف
العربي ليس
جزءا من
الكلمة
وحسب، بل هو
لبنة في بناء
الكلمة
وكأني بهذه
الحروف قد
نحتت بشكل
هندسي عجيب :
أينما ألقيت
على جدار
الكلمة،
دخلت
المدماك
وَأُعْطِيَتْ
معنى جديدا.
ليس من لغة
على وجه
الأرض يمكن
أن نأخذ من
حروفها
الثلاثة
عددا وفيرا
من الكلمات.
منها
الأفعال،
ومنها
الأسماء أو
الجموع أو
المصادر...
معاني
مختلفة
تتشعب منها
معان متلونة
هي أشبه
بالأشعة إذ
تخرج من
المنشور... كل
ذلك يختلج في
ذهنك على هوى
اختلاج
الحروف
الثلاثة بين
أَنَامِلِك،
خذ العين
والراء
والفاء مثلا
واسمع :
عَرَفَ،
عَفَرَ،
رَفَعَ،
رَعَفَ،
فَرَعَ،
فَعَرَ... ستة
أفعال
مستقلة
المعاني،
فضلا عما
يضيفه الشكل
على الحروف
الثلاثة من
تداعي معان
جديدة : (عَرَفَ،
عَرَّفَ،
عُرْف، ...الخ)...الخ
كل ذلك من
العين
والراء
والفاء... فبأي
آلاء اللغة
العربية
يكذِّبون ؟
واللغة
العربية لغة
التصريف
والاشتقاق،
معدنها من
ذاتها، لا
تحتاج إلى
اللاتينية
واليونانية،
مثلا لتشتق
معنى جديدا ».
الآن وقد
ألممنا
بماهية
الاشتقاق
وبوظيفته،
يجدر بنا أن
نختبر جدوى
الاشتقاق
علميا في
مجال
المصطلحات
العلمية،
ولا أدلَّ
على فعالية
الاشتقاق في
هذا الميدان
من المثل
الذي قدمناه
في فصل "مفهوم
التعريب"،
في كتابنا "في
التعريب"
الصادر في
نفس السلسلة
"اللّسان"،
فنحن من كلمة
"باستور"
هذا الاسم
العلم
الأعجمي،
اشتققنا فعل
"بَسْتَرَ"
بجميع
تصاريفه
وأجناسه من
ماض وحاضر
ومستقبل
وذكر وأنثى
ومفرد وجمع
لكل من
الجنسين، ثم
اشتققنا اسم
المرة فقلنا
"بسترة"
للدلالة على
أن الفعل وقع
مرة واحدة،
فَإِنْ وقع
مرتين قلنا "بسترتان"
أو "بسترتين"
حسب موقع
الكلمة من
الإعراب
وقلنا في
وقوع الفعل
مرات عديدة "بسترات".
ولم نكتف
بهذا بل
ساعدتنا
قواعد
الاشتقاق
وقوانينه أن
نشتق كلمة
تدلنا على
تسمية مَنْ
فَعَلَ "البسترة"
فأرشدتنا
قاعدة
اشتقاق اسم
الفاعل من
الفعل
الرباعي إلى
أن نقول : "مُبَسْتِر"
الذي قام
بعملية
معينة
وأرشدتنا
قاعدة صياغة
اسم المحترف
"بَسْتَار"
على صيغة "بَيْطَار"
تمييزا
لأحدهما عن
الآخر. ولا
نجد مثل هذا
في اللغة
الفرنسية
المنتسب
إليها "باستور"
Pasteur
والتي
أمدتنا
وأمدت
العالم كله
بكلمة Pasteurisation
فنحن إذا
رجعنا إلى
معجم "لاروس"
أو معجم "بول
روبير" لا
نجد إسما لمن
قام بعملية
معينة من "البسترة"
ولا اسما
لتعيين
المحترف لها.
وكل ما نجد هو
هذه الكلمات
الثلاث Pasteurien
(بستري) وPasteurisation
(بسترة) وPasteuriser
(بستر). لعل
قائلا أن
يقول إن في
إمكان اللغة
الفرنسية أن
تشتق لفظ Pasteurisateur
للدلالة على
من قام
بعملية (البسترة).
أجل، لكن هذه
الكلمة
عندما توجد
ستدل في آن
واحد على من
قام بعملية
واحدة وعلى
المحترف
بدون تمييز.
ثم إن
قانون
الاشتقاق
وفر لنا
قاعدة
لصياغة إسم
الآلة على
وزن "مِفْعَلَة"
في الفعل
الثلاثي
وعلى وزن "مِفَعْلَلَة"
في الرباعي
فنقول للآلة
"مِبَسْتَرَة".
وهكذا نرى أن
اللغة
العربية
أوجدت للآلة
مهما كانت،
إسما قبل أن
توجد الآلة.
وبمثل هذا
الاستشهاد
يَرُدُّ
أنصار
التعريب على
خصومه
المنتقصين
اللغة
العربية
الزاعمين
بأنها قاصرة
عن التعبير
عن أسماء
الآلات
المستحدثة،
وعن كل ما
يستجد من
اكتشافات
علمية يردون
عليهم
مُحْتَجِّينَ
بأن اللغة
العربية
وفرت لنا
قوانين
وقواعد
لاشتقاق إسم
الآلة من أي
فعل أو إسم
بحيث نتمكن
من تسمية
الآلة قبل
وجودها
فبالأحرى
بعد
اختراعها،
ومن تسمية
مكانها
ومستعملها
ومحترف هذا
الاستعمال
إلى غير ذلك
من أغراض
بتخصيص صيغة
معينة لكل
منها. فنقول
في اسم فاعل "البسترة"
مثلا "مُبَسْتِر"،
وللمادة
التي طاوعت
العملية "تَبَسْتَرَتْ"
و"تَتَبَسْـتَرُ"
"
تَبَسْتُراً
" فهي "مُتَبَسْتِرة"
بالإضافة
إلى ما في ذلك
من إمكان
التثنية
والجمع
والتذكير
والتأنيث
إلى غير ذلك
مما لا يوجد
في اللغة
الفرنسية
ولا في سائر
اللغات
الأعجمية.
وهذا
القانون
الذي يشتمل
على مثل هذه
القواعد
يسميه
الصرفيون،
أي علماء
الصرف، إسم "القياس".
فالقياس إذن
مع الاشتقاق
والأوزان
أعظم وسيلة
لغوية
لإيجاد
ألفاظ
جديدة،
وبالتالي
لإيجاد
مصطلحات
علمية
وغيرها.
ولذلك لا
يمكننا أن
نعالج بوضوح
موضوع تعريب
المصطلحات
العلمية دون
أن نلم في
بادئ الأمر
بالقياس.
(1)
المترجمان
: عربي وفرنسي
|