نَـادَيْـتُ
شِعْــــرِي لِـلـتَّـنَــزُّهِ
سَــاعَــــةً بَيْنَ المَـكَارِمِ
والْـفَـضَـائِــلِ والْـفِـكَــرْ
فَـأَتَـى
بِـمَـوْكِــبِ زِيــنَــــةٍ ورَوَا
ئِــــــعٍ
ومَخَـايِـلٍ تَـزْهُــو
بِـمُخْـتَـلِفِ الصُّـوَرْ
وإِذَا
بِـنَـــا خَـطَـوَاتُــنَــــا
مَــوْزُونَـــــةٌ تَـتَـرَاقَـصُ
الْحَرَكَاتُ مِنْهَـا فِـي خَـفَـرْ
تَـجْـوَالُـنَــــا
بَـيْـنَ الْحَـدَائِــقِ
نُــزْهَــــــةٌ
هَـاجتْ لَـنَـا ذِكْرَى أَعَـزِّ
مَنِ انْـتَصَـرْ
يَا شِعْـرُ
مَهْـلاً ذِي(1)
بَدَائِعُ أَشْـدَهَــتْ(2)
بِجَـمَـالِـهَــا وجَـلاَلِـهَـا
مِـنَّـا الـبَـصَــرْ
قِـفْ
خَـاشِـعــاً، مُـتَــأَدِّبـاً،
هَــذِي رِيَــــا
ضُ الرَّحْمَةِ المُهْدَاةِ
مِنْ رَبِّ الْبَـشَــرْ
أَشْجَـارُهـَـا
بِـرُؤُوسِـهَـا، قَــدْ جَـــاوَزَتْ
سَـمْـكَ السَّـمَـا، فَـنُجُومُهَا
تَحْتَ الشَّجَرْ
فِـيـهَــا
أَفَـانِـيـنُ الـفُــرُوعِ
تَـكَــاثَـــــرَتْ
أَزْهَــارُهَـــا لَـمَّــاعَــةً
مِـثْــلَ الـــدُّرَرْ
لاَ غَــرْوَ
فَـهْـيَ مَـكَــارِمٌ
وفَـضَــائِــــــلٌ
قَدْ رَصَّعَـــتْ آدَابُـهَـا
خَــيْـرَ الـسِّـيَــرْ
انْــظُـرْ
فَــهَــذِي دَوْحَـــةٌ
فَــيَّـاحَــــة (3)
رَمْــزٌ يُــمَـثِّـلُ رَحْمَــةَ
الْأَسْـنَى الْأَبَــرّْ
مَـنْ قَــدْ
بَـكَـى مُـتَـرَحِّـمـاً لِأَبٍ
شَــكَــــا
وَلَــداً أَضَــرَّهُ
وَهْـوَ بَـرَّهُ فِـي الصِّغَـرْ
مَـنْ رَحْمَـةً
بِالـطِّـفْـــلِ يَـبْــكِـي
لِأُمِّـــــهِ
رَهْـنَ الصَّـلاَةِ تَـخَـفُّفـاً
مِـنْهَـا اخْـتَصَرْ
مَـنْ حَــنَّ لِلْجِـذْعِ
الَّــــذِي لِــفِـــرَاقِـــــهِ
مُـتَحَـسِّــراً يَـبْـكِـي
وضَمَّـهُ فَـانْـبَهَـــرْ
ولِأُمِّ
حُمَّــرَتَـيْـنِ (4)
قَـــدْ سُـلِـبَـتْـهُــمَــــا
جَـاءَتْ مُـعَــرِّشَـةً-
بِـرَدِّهِـمَـا أَمَــرْ(5)
قَالَ الّذِي
هُـو أَرْحَــمُ الرُّحَمَــاءِ :
« لاَ،
لاَ تُـفْجِـعُـوهَـا فَهْـيَ أُمٌّ
تُـعْـتَـصَـرْ (6)
مَـنْ قَـصَّ
كَـمَّــهُ لاِسْــتِــرَاحَـــةِ
هِــــرَّةٍ
نَـامَـتْ عَـلَـيْـهِ وَلاَ
يُرِيـدُ لَهَـا الضَّجَـرْ
وأَتَــــاهُ
بَــــدْوِيٌّ يَـسُـــبُّ
مُـعَــنِّـــفـــــاً
زَعْـمـاً بِـأَنَّ عَـلَيْـهِ
يَوْمـاً قَـدْ
قَـتَـرْ (7)
ولَــوَى
الـتَّــلاَبِيبَ الـسَّـفِــيهُ ومَـا
لَــوَى حِـلْـمَ
الحَلِـيـمِ، فَــوَدَّ قَـتْـلَـهُ
مَنْ حَضَـرْ
لَـكِــنَّ
خَـيْـــرَ الـعَـالَـمِــيــنَ
أَجَــابَــهُـــمْ
«خَلُّوا
سَبِيلَهُ وَاصْفَحُوا هُوَ فِي خَطَرْ»
فِـي
خَـلْــوَةٍ مَـا انْـفَــكَّ
يُــولِـيــهِ الْـعَـطَـا
حَـتَّـى أَقَـــرَّ بِـفَـضْـلِـهِ
ولَـهُ شَـكَـــرْ
فَـدَعَــاهُ
يُـعْـلِـــنُ لِـلـصَّحَــابَــةِ
شُــكْـــرَهُ
حَـتَّـى تَزُولَ حَـفِـيظـَةٌ
عَـمَّنْ بَسَرْ (8)
لَـبَّى
الْـبَــذِيءُ مُـنَــوِّهــــاً
بِـعَــطَــائِــــهِ
لَـمْ يَـأْلُ جُهْـداً فِي
الـمَدِيحِ لِمَنْ صَبَـرْ
قَـالَ
الرَّحِـيـمُ وقَـدْ مَـضَــى
المُـتَهَـجِّــــمُ
مُسْـتَخْـلِصاً مِنْ صُنْعِهِ
أَسْـمَى العِـبَـرْ
»
لَـوْ
حِينَهَـــا قُـتِـلَ المُـسِيءُ
لَكَـانَ مَـــأْ
وَاهُ الـجَـحِـيـمُ وفِي
السَّعِـيرِ لَهُ المَقَــرّْ
»
مَـثَـلِي
وهَـــذَا المَـرْءِ مِـثْـلُ
مُسَـافِـــرٍ
فَـقَـدَ الـمَـطِـيَّـةَ وَهْـو
أَثْــنَـاءَ الـسَّـفَــرْ
»
فَـتَـتَـبَّعَ
الأَثَــرَ الـرِّفَـــاقُ
فَـعِـنْــدَمَــــا
لَمَحُوا الشَّـرُودَ عَلَى مَدَى
قَـيْدِ النَّـظَرْ
»
شَـنُّــوا
مُطَــارَدَةَ الـبَعِـيـرِ فَـلَـمْ
يَـــزِدْ
إِلاَّ نـُـفُــوراً مِــنْ
مُـطَــارَدَةِ الـنَّــفَـــرْ
»
فـَدَعَـــاهُـمُـو
رَبُّ البَهِـيمَـةِ أَنْ دَعُــوا
لِي أَمْـرَهَـا فَـأَنَـا بِهَــا
عِـنْـدِي بَـصَـرْ
»
ثُـمَّ
انْـبَـرَى مُـتَـلَـطِّـفــاً
ومُـلَــوِّحــــــاً
بِالْعَـلْـفِ والمِخْـلاَةِ
(9)
رِفْـقـاً
واسْـتَمَرّْ
»
حَتَّى
أَتَـتْ مُـنْـقَــادَةً
نَحْــــوَ الَّـــــذِي
بِـالـرِّفْـقِ وَالْإِشْـفَــاقِ
تَمَّ لَـهُ الظَّـفَــرْ «
هَـذَا الّـَذِي
قَـالَ : « اذْهَـبُوا»
لِمُـقَـاتِـلِـيـــــــهِ«
فَأَنْـتُمُ الطُّـلَقَــاءُ» بَعْـدَ
أَنِ انْـتَصَـرْ
هُــمْ
قَـاطَـعُـوهُ وقَـاطَـعُــوا
أَرْحـَـامَــــهُ
وأَذَوْا جَمِيـعَ مَنِ انْضَوَى
لَـهُ مِنْ أُسَـرْ
هُــمْ
أَخْـرَجُــوهُ مِـنَ الْـبِـلاَدِ
سَـفَـاهَـــــةً
وعَــدَاوَةً وَهْـوَ
الَّـذِي بِهِـمُـو يَـــبَــــرّْ
الَّلــهُ
أَوْحَـى لِـلـسَّــمَــاءِ
ولِـلْــجِــبَــــــا
لِ وكُـلِّ أَرْضٍ تَـسْـتَجِـيـبُ
لِـمَـا أَمَـــرْ
فَـهَـلاَكُـهُــمْ
بِـيَـدَيْـهِ بَـاتَ
رَهِـيــنَـــــــةً
يَـقْضِـي عَلَيْـهِـمْ إِنْ أَرَادَ
بِمَــا افْـتَـكـَـرْ
هَـذَا الَّـذِي
بِـهِ قَـدْ أَتَى جِـبْـرِيـــلُ
مِـــنْ عِـنْـدِ
الْإِلاَهِ فَـرَدَّ حـينَ وَعَى
الخَبَـرْ(10)
»
بَـلْ يُـخْرِجَـنَّ اللـهُ
مِـنْ أَصْلاَبِـهِـــــمْ
مَنْ يَعْـبُدُ اللــــهَ العَظِيـمَ
بِـلاَ أَشَــــرْ
«
مَنْ قَـالَ :
« رَبِّي أَيُّمَـا رَجُــلٍ
سَـبَــــبْـــــــتُـهُ أَو
لَعَنْـتُهُ فَـلْيَكُـنْ لَــــهُ
مُـؤْتَجَـرْ(11)
واجْـعَـلْـهُ
رَبِّي رَحْـمَـةً لَـــهُ
ولْـيَـكُـــــنْ
لَـهُ قُـرْبَــةً وزَكَـاتَـهُ
وبِهَــا اطَّـهَـــرْ »
مَـنْ كَـانَ
يَـبْـكِي رَحْـمَـــــةً لِـلْأُمَّــــــةِ
وَيَقُولُ «رَبِّي اغْفِرْ لِمَنْ
مِنْهَا وَزَرْ(12)
»
هِيَ أُمَّـتِي أَدْعُـــو
لَـهَــا بِـالْـعَـفْـــوِ لاَ
نَـفْـسِي وَلاَ بِـنْـتِي
سَأَلْـتُـكَ يَـا الْأَبَـرّْ
«
مَنْ قال : « مَنْ
كَفَلَ اليَتِيمَ بِجَنَّـةِ
الْخُـــلْـــــــدِ الـسَّـنِـيَّـةِ
فِي أَعَـالِـيـهَــا اسْـتَـقَــرّْ »
مَنْ قال : «
اِمْــرَأَةٌ تُعَـــذَّبُ فِـي
الجَحِـيــــــمِ لِـقِطَّـةٍ حَبَسَتْ
فَـمَـاتَـتْ مِنْ ضَرَرْ »
مَنْ قال :«
شَخْصٌ قَـدْ سَقَى كَـلْبـاً
بِــــهِ ظَـمَـأٌ
مِـنَ الْـبِـئْــرِ الإِلَهُ لَــهُ
غَـفَــرْ »
مَـنْ قَـدْ
نَـهَـى عَــنْ ذَبْـــحِ أَيِّ
ذَبِــيحَـــةٍ
وبِجَـنْـبِـهَـا أُخْـرَى تَـرَى
مـَا يُـنْـتَـظـَرْ
وقَضَى
بِــشَحْـذِ أَدَاتِـــــهِ
كَيْ تَـسْـتَـــرِيـــــــحَ
بِـرَحْـمَـةٍ مِـنْـهُ الـذَّبِيحَةُ
فِـي قِـصَـرْ
يَـا
الـزَّاعِـمُونَ الرِّفْـقَ
بِالْحَيَـــوَانِ عُــوا
ودَعُــوا تَـسَـلِّـيَكُـــمْ
بِـتَعْـذِيـبِ البَـقَـــرْ
هَـذَا
الـنَّـبِـيُّ الـهـاشِـمِـيُّ بِــــهِ
اقْــتَـــدُوا
هُو أَرْحَـمُ الرُّحَمَـاءِ يَـا
مَـنْ قَـدْ كَـفَـــرْ
صَـلَّــى
الإِلاَهُ عَـلَــى الـنَّـبِـيِّ
مُـحَــمَّـــدٍ
والْآلِ والـصَّـحْــبِ
الـمَـيَـامِيـنِ الْأَثَـــرْ
صَـلُّـوا
عَـلَـيْـهِ وسَـلِّــمُـوا
يَــا سامِـعِــيـــــــنَ عَـسَـى
تَـكُونُ لَـنَا نَجَـاةً مِـنْ
سَـقَـــرْ
(يردد المسمعون
بالتنغيم الأبيات التالية جماعة على من
يقرأ المولد) :
صلى اللــهْ
علَى محـمــــدْ
وعــلـى آلـــهْ
وســلَّــــمْ
صلى اللــه على
حبـيـبْـنـا
وعـلـى أهـلــهْ
وســلَّـــــمْ
صلى اللــه على
نـبـيّـْـنــا
وعـلى صَـحْـبِـهْ
وسَـلَّــــمْ
|