رَصِــــيــــد
»
إن
الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه
شرا لكم بل هو خير لكم. لكل امرئ منهم ما
اكتسب من الإثم. والذي تولى كبره منهم له
عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المومنون
والمومنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك
مبين »
صدق الله العظيم
رَثَــى لِــي
خَـلِـيــلِـــيَ
مُــبْــتَــئِــســاً
لِـإِفْــــكٍ تَــــرَدَّدَ
فِـــي غِــيـبَــتِـــي
فَـرَهْـطُ الـعِـدَى (1)
اِفْــتَـرَوْا فَـرْيَــةً
بِـــــدُونِ حَــيَـــــاءٍ
ولاَ خَـشْـيَــــةِ
بِـحَــــارٌ تُـعَــكَّــــرُ
إِنْ مُـــــزِجَــــــتْ
بِـأَمْــوَاجِــهَــا قَــوْلَــةُ
الـشُّــنْــعَــــةِ
فَـقُــلْــتُ « خَـلِـيـلِـيَ
لاَ تَـبْـتَــئِـــسْ :
رَصِــيــدٌ مِــنَ
الْـعُــمْـلَــةِ الــفَـــــذَّةِ
وذُخْـــرٌ إِذَا هُـــوَ
وَافَــى الـرَّحِــيــــلُ
لِــيَـــوْمِ حِـسَــــابٍ بِــلاَ مِـــرْيَــــةِ
حَــبَـــاهُ الْإِلاَهُ
عُـبَــيْـــداً فَـــقِـــــيــراً
قَــلِـيــلَ الـبِـضَــاعَــةِ
والـصَّـفْــقَــةِ
أَنَـــــا
بِالْأَرَاجِــيــفِ
مُـسْــتَــثْــمِـــــرٌ
رَصِــيــدِي بـِلاَ الْخَوْفِ مِنْ
ضَـيْـعَـةِ
يَــنُــوبُــــونَ
عَــنِّــــيَ فِــي رَائِـــــجٍ
مِـنَ الْــكَـسْــبِ لِــي دُونَ
مَـا كُـلْـفَــةِ
يُـدِيــرُونَ مِـنْ حَـيْــثُ
لاَ يَـشْـعُــرُونَ
مَـتَـاجِــرَ مِــــنْ
رَيْـعِــهَــا ثَـرْوَتِـــي
أَتَــرْثِي لِأَنِّـي
اكْـتَــنَـــــزْتُ كُــنُــــوزاً
مِــــنَ الْحَـسَـنَـــاتِ
بِـهَــا فِــدْيَــتِــي
لِـيَــوْمٍ تُــعَــطَّـــلُ
فِـــيــهِ الـنُّــقُـــــودُ
فَــلاَ تُـــقْــتَـــنَــى
أَيُّــمَـــا سِــكَّـــةِ
لِــدُولاَرِهِـــمْ لَـــــمْ
يَــعُــدْ مَـصْـــرِفٌ
ولاَ لِـلْــفَــــرَنْـــــكِ
ولاَ
الـلَّــيــــرَةِ
ولاَ نَــفْــعَ
فِــيــهِ
لِـسَـطْــوَتِــهِـــــــمْ
ولاَ صَــــرْفَ يُــقْــبَـــلُ
لِـلــرَّشْـــوَةِ
فَــيَــوْمَــئِـــذٍ لاَتَ
حِـيـــنَ مَــنَـــــاصٍ
ويَـــوْمَـــئِــذٍ سَـاعَــةُ
الْـحَـسْـــــرَةِ
فَــــلاَ الْـمَــرْءُ
تُــجْــدِيــــهِ مَـعْــــذِرَةٌ
ولاَ تَــفْــتَـدِيهِ سِـوَى
الحِسْـبَــةِ (2)
أَمَــا كَــــانَ لِـــي
إِسْـــوَةٌ بِـالـنَّــبِـــي
وعـَــائِــشَـــةَ
الـزَّوْجَـــةِ الْــبَــــرَّةِ
وإِدْرِيــسَ سِــبْــطِ
الرَّسُـولِ الْكَرِيـــمِ
فَـــفِــيــهِ ادَّعَــوْا فَـرْيَـةَ
الـنِّسْـبَــةِ
ومُـوسَى الْـكَـلِـيــمِ
الَّــذِي قَــذَفُـــــوهُ
فَـــبَـــــرَّأَهُ
وَاسِــــعُ الــــرَّحْـمَـــــةِ
ولَـمَّــا لِـرَبِّــي
الْـكَـلِـيــمُ اشْــتَـكَـى :
« أَرَبِّـي امْـنَعِ النَّـاسَ مِنْ
تُهْمَـتِي«
أَجَــابَ الْإِلَــهُ
الحَــكِـــيــمُ : « أَنَــــــا
رَمَــــوْنِــي بِـالاِبْــنِ
وبِـالصُّـحْــبَــةِ
»
أَتَــطْـلُــبُ مِـنِّـيَ
مَــا لَــــمْ أُبِـــــــحْ
لِـنَـفْــسِي بِــذَاكَ قَــضَتْ
حِكـْمَـتِي
«
أَلَـمْ تَــــعِ قَـــوْلَ
الـنَّـبِـــيِّ الْأَمِـيــــــنِ
فَـمَــا نَـطَـقَ الْـعُـمْـرَ
عَـنْ شَـهْــوَةِ
» يُـــرَى
الْأَنْـبِـيَـــاءُ أَشَــــدَّ
بَـــــــلاَءً
ويَـتْــلُــــو اْلأَمَـاثِــلُ
فِي الـشِّــدَّةِ
«
فَــدَعْـهُــمْ يَخُــوضُـونَ
فِــي أَ بْــحُـــرٍ
سَــتُــلْـــقِي غَـداً لِـيَ
بِـالْـحِـلْــيَـــةِ
مِـنَ الْخَـصْــمِ كَــمْ
أَقْـبَــلَــتْ نِـعْـــمَــةٌ
ويَــــأْتِـي صَـدِيـقُـــكَ
بِـالـنِّــقْــمَــةِ
خَـلِـيـلِــــيَ إِنْ
كُــنْــتَ مُـــتَّــكِـــــــــلاً
عَـلَى الـلَّـهِ لاَ تَـخْــشَ
مِــنْ مِحْـنَـةِ
إِذَا اللَّــــهُ كَـــانَ
وَلِـيَّــــكَ أَبْـــشِـــــرْ
بِــفَــــوْزٍ مُـبِــيــنٍ
وبِـالـنُّــصْــــرَةِ
فَــيَــوْمُ الحِـسَــابِ
قَـرِيـــبٌ قَــرِيــــبٌ
ولاَ خَــوْفَ فِــيــهِ مِــنَ
الْـحِـيــفَــةِ
فَــيَـــوْمَ
الـمَــوَازِيـــنُ تُـــوضَــــــعُ
لاَ تَـــرَى
مِـنْ حَـمِــيــمٍ
ولاَ خُـــلَّـــةِ
ولَـمَّــــا
يَـــعَـــضُّــــون
أَيْـدِيَــهُـــــمْ
وهُــــمْ مُــرْهَــقُـــونَ مِـنَ
الــذِّلَّــــةِ
يَــقُــولُــونَ : «
تُـبْـنَـــا أَيَــــا رَبَّـنَــــا
فَــهَــلْ مِـنْ سَـبِـيــلٍ إِلَى
الْـعَــــوْدَةِ
نَـعُـــودُ فَــنَـعْــمَــلُ
خَــيْـــراً كَـثِــيــراً
ونُـصْــلِـــحُ كُــــلَّ أَذَى
الــزَّلَّــــــةِ
«
بِــفَـــضْـــلِ الإِلاَهِ
جِـبَــــالٌ تُـسَــــــاقُ
مِــنَ الحَـسَــنَـــاتِ لِــذِي
الحَـقْـــرَةِ
فَـحَـمْــــداً لِــرَبِّـــي
عَــلَـى عَـــدْلِـــــهِ
وحَـمْــداً عَـلَى الـفَـضْـلِ
والْـمِـنَّـــةِ
وصَـلـَّـى الإِلاَهُ عَــلَى
الـمُـصْــطـَـفَــى
وسَـلَّــمَ دَوْمـــاً بِـــلاَ
عِــــــــــدَّةِ
وآلٍ وأَهْــــــلٍ
وصَــحْــــبٍ كِــــــرَامٍ
نُــجُــــومِ الْـهِــدَايَــةِ لِـلْــمِــلَّــــــةِ
وَعَـنْ قُـطْــبِ أَقْـطَـابِ
كُــلِّ الـوُجُــودِ
رِضَـا اللَّــهِ مُـــنْـهَـمِــرُ
الْـمُـــزْنَـــةِ
أَبِـيـنَــــا
الـتِّـجَــانِــيِّ
مُـعْـــتَـــمَــــدِي
وشَــيْـــخِ طَـرِيـقَــتِـــنَــا
الـقُــــدْوَةِ
ورَحْـــمَــةُ
رَبِّـــي
لِــحَـسَّــــانِــــــــهِ
وخَـــادِمِـــهِ صَـاحِــبِ
الـنَّــظْـمَــــةِ
الشرح :
(1) العدى
: فرنسيون أعضاء في جمعية الحضور الفرنسي"La
Présence Française" كانت
تقع بيني وبينهم مشادات ومشاحنات كلما
نددت بنظام الحماية وذلك في 1956 أي في أول
عهد الإدارة المغربية بالمغربة، فأطلقوا
بُهْتَانَهُمْ وأشاعوا الأراجيف.
|