الـعـز
بـالإسـلام
نظمت هذه
القصيدة بمناسبة انعقاد مؤتمر التعريب
الرابع بمدينة طنجة وألقيت في مأدبة
الغذاء التي أقامها تكريما للمؤتمرين
رئيس المجلس البلدي للمدينة. وقدمت بكلمة
ألخصها فيما يلي :
سيدي
العامل، سيدي رئيس المجلس البلدي، سادتي
الكرام، إخواني الأعزاء : في حاضرة
البوغاز، مدينتكم المضياف انتظم عقد عربي
لنخبة من العلماء ورجال الثقافة والفكر،
فكان لاجتماع هذه الطاقات الفكرية
والكفاءات العلمية، وكان لحسن الضيافة،
وزينة الحفاوة، وجمال المناظر الطبيعية،
كان لهذا كله أثر بالغ في نفسي اشتد عليَّ
أول أمس، في ليلة ساجية، وأنا في غرفتي
أشرف على الشاطئ الوديع وقد هدأت أمواج
البحر وسكنت أنفاسه، وهذب هديره فصار
تسبيحا خافتا لبديع السماوات والأرض،
وقنوتا خاشعا لله رب العالمين وحمدا
وتمجيدا لأحسن الخالقين، البارئ المصور،
الذي خلق فسوى، وصنع فأتقن، وأتقن فتفنن،
وتفنن ففتن، وفتن فهاج الشجن، فتغنى بجمال
صنعه الشعراء والأدباء، وسبح بحمده كل شيء.
سادتي، في تلك الليلة تآمر عليَّ جمال هذه
الأنوار العرفانية المنسجمة المتناسقة،
ومباهج المجالس العلمية، وروعة صنع الله
الذي أتقن كل شيء تآمرت عليَّ كل هذه
الطاقات الجمالية فسلبتني النوم. فابتدأت
سهري بفنجان قهوة وأنهيته بقصيدة شعرية
نظمتها من البحر الكامل تخليدا لهذه
الذكرى الغالية :
اللَّـفْـظُ
أَبْـلَــغُ لِـلـنُّـفُــوسِ
وأَوْسَــــــعُ ولَــرُبَّ
قَــوْلٍ مِـــنْ
دَوَاءٍ أَنْــجَــعُ
لُـغَـةُ
الشُّـعُـوبِ شِعَـارُهَـا
ودِثَـــارُهَــــا وسِـلاَحُـهَــا،
وَحُـصُـونُهَـا، والْمِدْفَـعُ
فَـالْمُـسْـتَـعِـيـرُ
لِـسَـانَ غَـيْـرِهِ لاَبِـــــسٌ
ثَـوْبَـيْــنِ زُوراً،
لاَ يَـقِـي أَو يَمْـنَــعُ
يَـا
ابْنَ الْعُـرُوبَةِ مَـنْ تَـفَـرْنَجَ
رِفْـعَـــةً
الْـمَـسْــخُ مِـنْ كـُلِّ
الـرَّذَائِــلِ أَوْضَعُ
مَـهْـمَـا
تُـغَـرِّدْ مِـثْــلَ أَحْـسَــنِ
بُــلْــبُــلٍ عِــنْــدَ
الْأَعَــاجِـمِ بَـبَّـغَـــاءً
تُـسْــمَــعُ
يَـا
ابْنَ الْأُلَى سَـادُوا وشَـادُوا
مَجْـدَهُـــمْ بِـلِـسَـانِـهِــمْ
وبِـدِيــنِـهِــمْ
فَـتَــرَفَّـعُــوا
عَـرِّبْ
تَكُـنْ حُـرّاً عَــزِيـراً
سَــيِّـــــداً
إِنَّ الـسِّـــيَـــادَةَ
بِـالْـعُــرُوبَــةِ أَرْفَــعُ
لاَ
تَـبْـهَـرَنَّــكَ صِـنْـعَـــةٌ
وتَـصَــنُّــــعٌ
وتَــقَــدُّمٌ مِــثْــــلَ
الـتَّـهَـــدُّمِ أَرْقَــعُ
لُـغَـةُ
الـعُـرُوبَةِ كُــلُّ
عِــلْـمٍ نَــافِــــــعٍ
فِـيهَـــا تَـرَبَّــى،
نُـورُهَـــا بِـهِ يَـلْـمَـعُ
فَـعَـلَى
الـمَـصَانِـعِ والْمَعَـامِلِ
بَصْـمَـــةٌ
عَــرَبِـيَّـةٌ
تَـسِــمُ الـنِّـتَـــاجَ
وتَـطْـبَـعُ
بِـعُلُـومِــنَا
نَـطَــقَ الـجَـمَــادُ
وَحَـلَّـقَــتْ
أَقْـمَـــارُهـُــمْ وعَجَـائِـبٌ
تُــسْــتَـبْــدَعُ
فَـالْعِــزُّ
بـِالْإِسْـلاَمِ لَـيْــسَ
بِـغَــيْـــــرِهِ لِلـنَّـصْرِ عِـنْــدَ
الـلَّــهِ بَـابٌ يُـقْــرَعُ
لُـكْـلِـرْكُ
فِـي تَـارِيـخِـهِ يَــرْوِي
لَــنَــــا
أَنَّ ابْـنَ سِـيـنَــا
لِـلْـمَسَـاجِـدِ يَــفْــزَعُ
حَـلُّ
الـمَشَـاكِـلِ فِي العُـلُـومِ
يَــرُومُــــهُ فِـيهَا - إِذَا
اسْـتَـعْصَتْ لِـرَبِّهِ يَرْكَـعُ
فَــيَـظَـلُّ
مُـعْـتَـكِـفـاً يُـصَـلِّي
ضَـارِعـــاً
فَـإِذَا اهْـتَدَى - بِصَلاَةِ
شُكْرٍ يَخْـشَعُ
مِـثْـلَ
الـفَـرَابِي مَــنْ غَــدَا
مُــتَـبَـتِّــــلاً يَـدْعُــو الْـإِلاَهَ
لِـفَـهْـمِ مَـا يَـسْـتَطْـلِـعُ
حَـتَّى
أَتَــاهُ الـفَـتْــحُ
إِثْــرَ صَـلاَتِــــــهِ
فَــإِذَا بِــأَفْــلاَطُــونَ
سَـهْــلٌ طَـيِّـــعُ
يَــا
نُــخْـبَـــةً بِـعُـلُـومِـهـا
وفُـنُـونِــهَــا
تَـزْهُـو العُرُوبَةُ، غَرْسُهَـا
بِـكِ أَيْـنَعُ
مِـنِّي
ومِنْ أَبْـنَــاءِ قَــوْمِــي
تَـحِـيَّــــــةٌ بِــلَآلِــئِ
الـمَـدْحِ الـسَّـنِـيِّ
تُـرَصَّــعُ
يَا
مَـكْـتَـبَ الـتَّـنْـسِـيـقِ أَلْــفُ
تَـحِـيَّـــةٍ تُـهْـدَى إِلَـيْـكَ
بِـأَلْـفِ شُـكْـرٍ تُـشْـفَـعُ
مِـنْ
شَاعِـرٍ عَــشِـقَ العُـلاَ
بِصَـبَـابَــــةٍ وسَـبَـاهُ مَـجْــدٌ
لِـلْعُـرُوبَـةِ يَـسْـطَـــعُ
حَـــيَّــا
جِـهَـادَكَ كُـلُّ
شَـهْـمٍ فــاضِـــلٍ وذَوُو
البَلاَغَـةِ فِي مَدِيحِـكَ
أَبْـدَعُـوا
عَـبْـدَ
العَـزِيزِ فَـدَتْـكَ نَـفْـسِي مِنْ
فَــتىً حُـزْتَ الـفَضَائِـلَ
والْمَكَارِمَ تَجْـمَــعُ
مِـنْ
مَـكْـرُمَــاتِكَ أَنَّنَا صِرْنَــا
نَــــــرَى مِنْ مَغْـرِبِي شَمْسَ
العُـرُوبَةِ تَطْـلُـعُ
وتَــحُــلُّ
لِـلْـعُـــرْبِ الأَكَـارِمِ
عُــقْــــدَةً
بِـلِـسَـانِـهِـمْ، أَنْـتَ
العَظَـائِـمَ تَصْـنَـعُ
عِــشْ
لِلْـعُـرُوبَةِ والْمَـعَارِفِ
والْهُـدَى
تُـعْـلِـي المَـنَــارَ وفِـي
بِنَائِـكَ تَبْـرَعُ
ولْــيَــحْـيَ
لِلْإِسْـلاَمِ حَـامِـي حِـصْـنِــــهِ
الـعـاهِــلُ الحَـسَـنُ
امُـثَـنَّى المُـبْـدِعُ
مَـنْ
هَـبَّ لِـلْـقُـدْسِ العَـزِيـزِ
مُــحَــرِّراً الـضَّـيْـمَ
يَـرْفَـعُ والْأَعَــادِي
يَــدْفَـــعُ
مُحْـيِـي
لِسَـانِ العُرْبِ مُعْـلِي صَرْحِــهِ
فَـبِـفَـضْـلِـهِ الـتَّعْـرِيـبُ
نَجْـمُـهُ يَـلْمَـعُ
أَبـقـــاه
ربـــي لـلـبــلاد
وللـعــــــلا
بـالديـن يهـدي بالـشـريـعـة
يَصْــدَعُ
بِـنَـبِـيِّـنَا
خَــيْـرِ الأَنَـــامِ
وخَـيْـرِ مَــنْ
بِـهِ يُـسْـتَـغَــاثُ ومَـن به
يُـتَــشَــفَّــعُ
صَـلَّى
عَــلَـيْهِ اللَّــهُ مَــا تَــلاَ
قَـــارِئٌ وأَرِيـجُ
طِـيبٍ حِـيـنـمَــا
يَـتَـضَــوَّعُ
|