يلاحظ في
الأيام
الأخيرة شطط
في استعمال
المصدر
الصناعي،
بإحلاله محل
المصدر
الأصلي أو
محل اللفظ
المشتق منه
فبدأنا نسمع
مثل هذه
الجملة :
أعجبتني
جمالية هذا
المنظر"
بدلاً من "جمال
هذا المنظر"
ولفظ "جمالية"
وضع لمقابلة
المصطلح
الفرنسي
"Esthétique (n.f.)" في
دلالته على "علم
الجميل في
الطبيعة وفي
الفن"
ولمقابلة
"Esthétisme" في دلالته
على "مذهب
ومدرسة
الجماليين".
وتتردد
كثيراً مثل
هذه الجملة : "وضعت
منهجية
لإعداد هذا
العمل"
بدلاً من "وضعت
منهجا".
والمصدر
الصناعي صيغ
لا ليكون
مرادفاً
للمصدر ولا
للإسم
المشتق منه
ولكن صيغ
لإفادة معنى
لا يفيده
غيره وهو
الدلالة على
طبيعة اتصاف
شيء بصفة ما.
فإن قلت مثلا
"صخرية
الأرض" أو "خشبية
النبات"
فإنك تعني "طبيعتها
الصخرية" و"طبيعة
النبات
الخشبية".
و"منهجية
العمل" هي
كونه منهجيا
أي خاضعا
وسالكا
منهجا
معيّناً"
فإن قلت مثلا
"هذا عمل غير
منهجي" أي لم
يتبع في
إعداده منهج
معيَّن.
أجلّ
إنهم
يقابلون
بلفظ
المنهجية
اللفظ
الفرنسي
"Méthodologie" وهي في
نظرنا
مقابلة غير
صحيحة لأن
معنى اللفظ
الفرنسي كما
شرحه معجم (بول
روبير) هو "دراسة
المناهج
العلمية
والتقنية"
وقد نص (بول
روبير) على أن
لفظ "Méthodologie"
يستعمل
استعمالا
تعسفيا
لإفادة معنى
"المنهج"، و"طريقة
العمل".
ولا يصح
أن نخضع
الألفاظ
العربية
للدلالة على
معاني
الاستعمالات
التعسفية
للألفاظ
الأعجمية
مهما كانت. لا
سيما وأن
الألفاظ
العربية
تخضع في
صيغها
لأوزان تحدد
دلالتها
وتحصرها في
نطاق معيّن.
وما كانت
صيغة المصدر
الصناعي إلا
لتدل على
طبيعة اتصاف
شيء بصفة ما
لكونه مشتقا
من صيغة
النسبة. فلفظ
"الصخرية"
مشتق من "الصخري"
لا من "الصخر"
ولفظ "الخشبية"
مشتق من "الخشبيّ"
لا من "الخشب".
وقد عرّف (المعجم
الوسيط) في
حرف الصاد بـ
"المصدر
الصناعي"
على النحو
التالي : "المصدر
الصناعيّ : ما
انتهى بياء
مشددة وتاء
مأخوذاً من
المصدر
كالخصوصية،
والفروسية،
والطفولية.
أو من أسماء
الأعيان :
كالصخرية
والخشبية،
وقد يؤخذ من
المشتقات
كالقابلية،
والمسؤولية،
والحرية، أو
من أداة من
أدوات الكلام
: كالكمية،
والكيفية،
والماهية".
ولكن هذا
التعريف لا
يتضمن شرحاً
ولا يقوم
مقام الشرح.
|