فحتى متى
يستمر هذا
التعسف
اللغوي ؟
لعلّه لن
ينتهي إلا
بتجنّد جميع
المثقفين من
أجل مراجعة
المحررين
والمذيعين
في محطات
الإرسال
السمعية
والبصرية
كلما صدر
عنهم الخطأ
وذلك بعزيمة
قوية متيقظة
لا تعرف
الملل ولا
تكتفي
بتنبيه واحد
بل لا تتردد
في إعادة
الكرة على
المتعسفين
ولو ألف مرة
في الخطإ
الواحد ولا
تكف عن
مراجعتهم
حتى يستقيم
اللسان.
وهذه كلها
أخطاء شنيعة
ناجمة عن
إهمال دراسة
وتدريس
قواعد الصرف
والنحو
وخصوصا
الاشتقاق
والأوزان في
المدارس
الابتدائية
والثانوية.
فإذا تمادى
الحال على
هذا النحو
فستكون
عاقبته
وخيمة على
لغة العروبة
وجناية على
لغة القرآن
يتحمل كل
العرب
مسؤوليتها،
وعلى رأسهم
وزارات
التعليم في
جميع
الأقطار
العربية بلا
استثناء.
أجلّ، لست
أنكر وجود
حصص في علم
الصرف وعلم
النحو ضمن
البرامج
الدراسية في
كل هذه
البلاد ولكن
ذلك شيء هزيل
جدا بالنسبة
لما ينبغي أن
تكون عليه
تلك المناهج.
فنحن نهيب
بوزراء
التعليم
العرب أن
يعيدوا
النظر في
مناهج تدريس
هذه المواد،
وأن يولوها
العناية
الكاملة
التي
تستحقها
بجعلها من
المواد
الأساسية
التي لا يمكن
للطالب
الراسب فيها
النجاح في
مختلف
امتحانات
السلكين
الابتدائي
والثانوي
ولا يسمح له
بالالتحاق
بالجامعة
إلا إذا كان
متقنا لها
الإتقان
اللازم. ومن
أجل ذلك نرى
أنه يتحتم
وضع وإقرار
وتطبيق منهج
يقوم على
اعتبار
الاشتقاق
مادة دراسية
مستقلة،
تؤلف لها كتب
تعليمية على
ضوء متطلبات
الاصطلاح
العلمي
والتقني
والحضاري مع
مراعاة
حاجات
التعريب
ومقتضياته.
فلا
ينبغي
الاقتصار -
مثلا - على
تعليم
الطالب
كيفية
اشتقاق بعض
الأوزان بل
يجب التوسع
في دراسة
استقصائية
لأغراض كل
وزن
والمجالات
المتاحة
لاستعماله
بإيراد
أمثلة من
تُرَاثِنا
اللغوي،
وأمثلة من
المستحدث
الموضوع،
وأمثلة
مما
تم تعريبه مع
ما يقابله في
اللغة
الأعجمية
المقررة، ثم
التعريف
بقرارات
مجمع اللغة
العربية
بخصوص
الأوزان
التي عني
ببحثها مع
الالمام
بسائر
قراراته
العلمية.
وإلى جانب
هذا التعليم
الممنهج
للسلكين
الابتدائي
والثانوي
ينبغي أن
تقرر للسلك
الجامعي
محاضرات
منتظمة
لتعريف
الطلبة بما
استجد بشأن
تعريب
المصطلحات
بصفة عامة
وبما يتصل
منها
بالأوزان
على الخصوص
وبأهم الكتب
المؤلفة
حديثا في هذا
الموضوع.
وهي كذلك
مسؤولية
وسائل
الإعلام،
فيجب على
رجالها أن
يتجندوا
لمحاربة كل
تشويه للغة،
واستخفاف
بقواعدها،
وأن يعلموا
به قراءهم
ومستمعيهم،
وينددوا به
تنديدا
كفيلا بأن
يكون زاجرا
للجانين على
اللغة.
وإننا -
ونحن أمة
القرآن -
لجديرون بأن
نعمل
باقتراح أحد
أعضاء مجلس
النواب في
إحدى
الولايات
الامريكية
الذي تقدم
بطلب فرض
عقوبات على
كل من يجني
على اللغة
بالتعسف في
استعمال
قواعدها
ومفرداتها
قائلا : " لقد
وضعنا
قوانين
جزائية
لمختلف
الجنايات
ولكننا لم
نفكر في وضع
قانون واحد
لمعاقبة
الجانين على
اللغة".
وبهذا
الصدد لن
نألو جهداً
في أن نردد
ونؤكد أن آفة
اللغة
العربية هي
في قلة
اهتمام
المسؤولين
بها وأن
مواكبتها
للغات الحية
الراقية
منوطة
بالإرادة
السياسية
لرجال
الدولة
أصحاب
القرار في
البلاد
العربية.
نرجو الله
ألا تذهب
كلمتنا هذه
صيحة في واد.
وأن تجد
استجابة من
ذوي العزائم
الفعالة
والهمم
الخلاقة
والارادات
الحسنة وأن
تكون فيها
ذكرى "لمن
كان له قلب أو
ألقى السمع
وهو شهيد".
|