نظمت بمناسبة عيد العرش لسنة 1947
أَرْهِــفِ الـسَّـمْـعَ لِـلـنَّـشِـيـدِ الـحَـبِـيـــبِ سَـارِيـاً فِـي قَـلْـبِ الْـفَـضـَاءِ الرَّحِـيبِ
شَـادِيـاً صَـادِحــاً بِــأَنْــغَــامِــهِ الــسَّـــكْـــــــرَى وَ تَــرْتِـيـلٍ عَــبْــقَـرِيٍّ عـَـجِــيـبِ
غَـمَــرَ الْـكَـوْنَ فَـانْـتَـشَـى مِــنْ غِــنَــاهُ وَ هـَدَى الـطَّـيْـرَ مُـسْتَـطَابَ الـنَّسِـيـبِ
فَـغَـــدَا الـطَّـائِـــرُ الـمُــتَــيَّـــمُ يَـتْـلُــو سُـوَرَ الْـحُــبِّ فِــي بَــيَــانٍ غـَــرِيــبِ
يَـسْـتَـرِقُّ الــشُّـعُــورَ سِـحْـراً وَ يَـثْـنِـي فِي الْـهَــوَى عَـنْ جَـفَـاهُ كُـلَّ صَـلِـيـبِ
فَـتَـصَــدَّتْ لَــهُ الـخَـمَـائِـــلُ تُــغْـــرِيـــــــهِ افْــتِــتَــانــاً بِـكُـــلِّ غُـصْـنٍ رَطِــيـبِ
وَ هَـفَـتْ نَـحْــوَهُ الأَزَاهِـــرُ وَلْـهَـــى تَــتَــصَــبـَّـــاهُ مِنْ شَـذَاهَــا بِــطِــيـبِ
وَ تَـرَامَـى الْـغَـدِيــرُ تَـحْـتَ جَـنَــاحَـــيْـــــــهِ مَــشُــوقــاً يَــزِفُّ لَـحْـنَ الـصَّبِــيـبِ
وَ تَـهَــادَى الـنَّـسِـيـمُ رَخْــواً عَــلِـيـــلاً يَـتَـثَـنَّــى فِـي نَـفْــحَــةٍ وَ هُـــبُـــوبِ
وَ مَـضَـى الطـَّـائِــرُ الـوَدُودُ يُـغَـنِّــي هـَـازِئــاً بِالإِغْـــرَاءِ وَ الـتَّـرْغِــيـــبِ
مُـمْـعِـنـاً فِـي جَمِـيلَـةِ الْـوَرْدِ يُـفْــضِـي بِــهَــوَاهُ فِـي لَــوْعَــةٍ وَ نَـحِــيـــبِ
يَـتَـرَضَّـى إِبَــاءَهَــــا مُـسْـتَــلِــيـــنـــاً بِـضُـرُوبِ الْأَنْـغَـامِ تِــلْــوَ ضُــرُوبِ
وَ إِذَا بِـالْـحَـسْـنَـاءِ يُـسْـكِــرُهـَــا الـَّلــحْــــــنُ فَـتُـلْـقِـي بِـحُـسْـنِـهـَـا لِـلْـخَـطِــيــبِ
فَـارْتَـمَـى يَـلْـثِـمُ الـشِّـفَــاهَ وَ يَــــــرْوِي غُـلَّـةَ الــوَجْـدِ مِـنْ رَحِيـقِ الْـحَـبِـيـبِ
وَ يُـنَــادِي عَــرَائِـسَ الـرَّوْضِ طُـوبَــى يَــوْمُـنَــا خَــالِــدٌ عَـدِيــمُ الـضَّـرِيـــبِ
فَـارْقُـصِي وَامْـرَحـِي وَغَـنِّـي وَتِـيـهِـي وَاغْــنَـمِـي مِـنْ بَـهَاهُ أَوْفَـى نَـصِـيـبِ
يَـوْمُ عِـيــدٍ قَــدِ اسْــتَــنَارَ سَــنَـــــاهُ مِـنْ صَـدَى شَــدْوِهِ قَـبَـسْـتُ نَـسِـيـبِي
فَاسْـمَعِي اللَّحْنَ وَ ابْصُرِي النُّورَ رَقْرَاقــــــاً مُـصَـفّـىً يُـضِــئُ دُنْـيَـــا الْـكَـئِــيــبِ
وَ اشْـهَــدِي رَوْعَــةَ الـحَـيَـــاةِ تَــبَـــدَّتْ فِــي نـَـقَـاءِ الـتُّـقَـى بِـثَــوْبٍ قَـشِـيـبِ
وَ انْـظُــرِي مَـوْكِــبَ الْأَمَــانِـي تَـجَــلَّـى يَــتَـهَـادَى فِــي جِـيـئَــةٍ وَ ذُهُــوبِ
وَ الْـمَـسِ الْـفَـرْحـَةَ الـسَّـرِيَّةَ فِي الـــشَّـــــــعْــبِ تَـلَــهَّــى بِـخَـفْـقَـةٍ وَ وَجِـيـبِ
وَ صَـلاَةَ الْأَرْوَاحِ تَـصْـعَـــدُ فِــي صَمْـــــــتٍ خَـشُــوعٍ وَ فِـي حَــرُورِ اللَّـهِـيـبِ
وَ دُعـَــاءَ الــقُــلُــوبِ يَـهْـتِــفُ لِـلْــعَــرْ شِ عَـلِـيّـاً فِـي ظِــلِّ عَـهْــدٍ خَـصِـيـبِ
وَ جَــلاَلَ الـذِّكْــرَى الْـمُـقَــدَّسَ يَـسْـمُـو بِــنُـفُـوسٍ إِلَــى سَــمَــاءِ الـغُـــيُــوبِ
وَ شُـعُــورَ الْــوَلاَءِ يُـسْـكَـبُ فِـي طُـــهْــــــــرٍ وَ نُــزْهٍ وَ فِـي جَـمَــالِ الـسُّــكُـوبِ
هُـــوَ ذَا الـشِّـعْـــرُ فَـاحْـتَـسِـيهِ رَحِـيقــاً عَـــلَــوِيـّـاً لَـــمْ يُـنْـتَــزَعْ مِــنْ أَدِيــبِ
هُــوَ مِــنْ وَحْـيِ عَـاهِــلٍ عَـبْــقَــرِيٍّ لِـنُـفُــوسٍ وَلْـهَــى بِــهِ وَ قُــلُـــوبِ
مَــلِــكٍ نُــــورُهُ مِــنَ اللَّـــهِ يَـسْـرِي هَــادِيـــاً شَـعْــبَـهُ بِــلَــيْــلٍ رَهِـيــبِ
وَاهْـتِـفِـي بِالْـخُـلُـودِ لِـلْـعَـرْشِ وَالْـمُـــلْـــــــكِ وَ لِـلـشَّـعْــبِ بِالْمُـنَـى وَالـرَّغِـيــبِ
|