مهداة إلى روح علال بن عبد الله شهيد الوفاء والإباء وحامل لواء الفداء نظمت في سنة 1954.
دَعَـاكَ - فَـلَـبَّـيْتَ – صَــوْتُ الْوَطَــنْ غَـدَاةَ سَـرَى فِـي الـنُّفُوسِ الْوَهَــنْ
وَ سَــادَ الـشُّعُـورُ بِـحُـبِّ الْـبَـقَــــاءِ وَ سَوَّغَ لِـلْــحُــرِّ أَنْ يُــمْــتَـهَــــنْ
فَـفِـي غَـيْرِ عَـيْنَـيْكَ رَاقَ الـوُجُـودُ وَ فِـي غَـيْـرِ جَـفْـنَـيْـكَ طَابَ الوَسَـنْ
وَ فِـي غَــيْـرِ قَــلْـبِـكَ لَـذَّ النَّــعِـيــمُ وَ أَغْـفَـى الإِبَـاءُ وَ غَـاضَ الـشَّجَـنْ
غَــدَاةَ رَمَـى سَـهْـمَــهُ الْأَجْــنَــبِــي وَ أَثْـخَــنَ فِــي عِــزَّةِ الـمَـغْـرِبِــي
وَ سَـامَ الهَــوَانَ جَـلاَلَــــةَ مُــلْــكٍ وَ دَاسَ كَــرَامَــــــةَ شَـهْــــمٍ أَبِــي
وَ قَـادَ إِلَى الـنَّـفْـيِ رَمْـــزَ الـبِــلاَدِ وَ سَـاقَ إِلَى العَـرْشِ عَـوْنـاً غَـبِي
وَ كَـمْ بِـالـسُّـجـــون ، وَ كَمْ بِالـمَــنُــــــــونِ أَفْـــجَـــعَ مِــــنْ وَلَـــــدٍ وَ أَبِ
غَـــدَاةَ أَقَـضَّ بِــنَــا الـمُـسْـتَــقَـــرّْ وَ لَــمْ نَـلْــقَ مِـمَّـا دَهـَـانَــا مَـفَــرّْ
وَ طَـالَ ارْتِـقَـابُ حِرَارِ الشُّـعُــوبِ لِـثَـوْرَةِ شَــعْــبٍ مَـجِـيـدِ الــسِّــيَــرْ
وَ هـَالَ الـعُــرُوبَةَ أَنْ نَسْـتَـكِـيـــنَ وَ فِـيـنَـا سـَرَى دَمُهَـا الـمُـسْـتَـعِــرْ
وَ طاَفَتْ بِنَا رُوحُ سِـبْطِ الرَّسُـولِ(1) تُـسَـائِــلُ أَيْــنَ فَــتَــاهَــا الأَبَــــرّْ ؟
هُـنَالِـكَ ضَـاقَ عَـلَـيْـكَ الـوُجُــــودْ وَ مَــجَّ فُـــؤَادُكَ دُنْـيَــا الـقُــيُــودْ
وَ هَـانَ عَـلَـيْـكَ فِــرَاقُ الأَ لِـيـــفِ وَ زَوْجٍ حَـنُــونٍ وَ طِـفْــــلٍ وَدُودْ
وَ هَــاجَ بِــرُوحـِـكَ شَــوْقٌ إِلَــــى حَـيَـاةِ العَــزِيـزِ حَـيَـاةِ الـشَّـهِـيــدْ
فَـثُـرْتَ تُــدَافِـعُ ضَـيْـمَ الــدَّخِــيــلِ وَ تَـنْـزِعُ عَــنَّـا شِـعَـارَ الـعَــبِـيــدْ
عَــلَى مَوْكِـبٍ يَـتَـحَـدَّى الإِ بَـــــاءْ وَ يَـبْعَـثُ فِي الـنَّـفْـسِ حُبَّ الـفِــدَاءْ
وَ قَـفْـتَ تَـرَى مَـلِـكــاً مُـسْـتَعَــاراً عَــلَـيْـهِ هَـمَـتْ غَـضَـبَـاتُ السَّـمَـاءْ
يُــكَــلِّـلُ رَأْسَـــهُ عَـــارُ الـصَّــغَــــارِ وَ فِـي نَـظَـــرَاتِــهِ ذُلُّ الإِمَــــــــاءْ
بِــكُــلِّ لِــسَــانٍ ، وَ كُــلِّ بَـنَــــانٍ وَ كُــلِّ جَـنَـــانٍ عَــلَـيْــهِ الــدُّعَـــاءْ
فَـأَبْــصَـرْتَ كَـيْـفَ تَــدُولُ الـدُّوَلْ وَ يُـعْـلَى الحُـثَـالُ وَ يُنْـحَــى الأَجَــلّْ
وَ كَـيْـفَ يُهـَـانُ الكَـرِيـمُ الهُـمَـامُ وَ كَـيْـفَ يـَسُـودُ الخَـنَـا المُسْـتَــذَلّْ
وَ كَـيْـفَ يَصِـيرُ الحِـمَى مُـرْتَـعـــاً لِـكُـــلِّ زَنِـيــمٍ زَعـِـيـــمِ الـضَّـــلَـلْ
وَ يَـسْخَـرُ بِالْعَـرْشِ حُكْمُ الـقَضَـاءِ إِذَا الـشَّعْـبُ يَـوْمــاً وَنَى أَوْ خَــذَلْ
*
* *
وَ لَـجَّ بِـصَـدْرِكَ لَــفْـــحُ أَسَــــــاهْ وَ عَـــذَّبَ قَــلْـبَـــكَ نَـوْحُ هَـــوَاهْ
فَـأَغْـمَـضْـتَ عَـيْـنَـيْـكَ مُـسْـتَـرْوِحـاً بِــذِكْـــرِ حَـبِـيـبٍ بَـعِـــيــدٍ لِــقَـاهْ
إِذَا مَـا تَـرَاءَى لِعَـيْـنِ الــزَّمـَــانِ جَـثَـا بَـيْـنَ رِجْـلَـيْهِ يَـبْغِـي رِضَـاهْ
تَسَامَى بِـنَا الـعِـزُّ مَــا دَامَ فِـيـنَــا وَ سَارَ إِلَى المَنْـفَى يَـقْـفُـو خُطَـاهْ
كَــأَنِّي أَرَاكَ شَـجَـتْــكَ الـــذَّكَـــــرْ تُـجِـيـلُ بِـعَـرْضِ الـسَّمـَاءِ البَـصَــرْ
وَ تَـرْعَـى مَـعَ الـقَـوْمِ أَنْـجُـمَـهَـــا لَــعَــلَّ لِــنَــجْــمٍ عَــلَــيْــهِ خَـبَــرْ
أَقَـامَــــهُ حُـبُّــكَ فَـــوْقَ السُّــهَــــا فَـلَـمَّـا اخْـتَـفَى اِتَّهَـمْتَ القَـمَـرْ(2)
أَلَــمْ يَــكُــنْ مِــنْ وَرَعٍ وَ تُـــقــــىً مَـلاَكـاً سَـمَا فَـوْقَ دُنْـيَا الـبَـشَرْ ؟
فَـمَـا وَسِــعَ الـبَدْرَ أَنْ يَـجْــحَــــدَا وَ قَــدْ قَـامَ شَـعْـبٌ لِـكَيْ يَـشْـهَــدَا
فَـمِـنْ مُـبْـصِــرٍ الأَمِـيـــرَ بَــــــــدَا يُــدَعـِّــمُ مِــنْ عَـرْشِهِ الـمَـسْــنَــدَا
وَ مِـنْ لاَمِـــحٍ وَلَـــدَيْـــهِ لَــدَيْــــهِ قَــدِ احْـتَــلَّ بَـيْــنَــهُـمَـا مَـقْـعَـــدَا
وَ مِــنْ رَامِـقٍ قُـرْبَـهُـمْ بِـالْـوَصِـيــــــــدِ لَـيْـثــاً جَــثـَـا يَـتَـحَـدَّى الـعِـدَى
فَـمَـاذَا - وَ كُـنْـتَ الـمُحِبَّ العَمِيـدَا جَـلَـوْتَ فَـأَمْسَـيْـتَ ضَرْباً فَرِيــدَا ؟
لَـقَـدْ أَبْـصَـرَ الـقَـوْمُ مَـا أَبْـصَـرُوا وَ عَــادُوا كَــأُمٍّ تُـشِـيعُ الـفَـقِـيـدَا
بِـقَـلْـبٍ كَـسِـيـرٍ وَ دَمْـعٍ غَـــزِيـــرٍ وَ أَنْـتَ بَـدَوْتَ - كَـطَـوْدٍ - عَــتِـيــدَا
كَـمَـنْ شَـامَ فِــي الـَّلـيْـثِ صُورَتَـهُ كَـذَلِـكَ عُــدْتَ قَـــوِيّــاً شَـــدِيـــدَا
بِـعَــزْمٍ يَـــدُكُّ شُــمُــوخَ الــجِـبَـالْ وَ تَـعْــنُــو لَـدَيْـهِ طُـغَــاةُ الـرِّجَالْ
تُـــرَى أَتُــعِــدُّ لِـنَـهْــــرِ الـــــزَّمـَـــا نِ مـَجْـرىً جَدِيداً عَـزِيـزَ المِثَالْ ؟
وَ تَــطْـمِــرُ آثَــــارَ مَــسْــلَـــكِـــــهِ وَ مَا عَـهِـدَتْ مِـنْ سُرَاهُ اللَّـيَـــالْ ؟
تُـرَاكَ حُـبِـيـتَ مَـضـَاءَ الـقَـضَـاءِ وَ سِـرَّ الـبَـقَـاءِ وَ صُنْعَ الـمُحَـالْ ؟
فَـصَـدْرُكَ يَعْـلُـو وَ يَغْـلِي وَ يَحْـمَـى كَــأَنَّ الـبَـرَا كِـيـنَ فَــارَتْ دَمَـــــا
وَ بَــيْــنَ الـجَــوَانِــحِ عَـاصِــفَـــــةٌ تَــهُـــدُّ الـمَـعَــالِــــمَ وَ الْأُمَــمَــــــا
وَ فِـي الـنَّـفْسِ صَـوْتٌ كَرَعْـدٍ دَوَّى فَــرَاعَ الـكَـوَاكِــبَ وَ الْأَنْـجُـمَــــا:
"يَـعُـودُ الـمَـلِـيـكُ إِلَى عَــرْشِـــهِ أَوَ اطـْوِي إِلَـيْهِ سَـبِـيلَ الـسَّـمَــا "
وَ قَــادَ الإِبَــاءُ وَ حَـثَّ الــوَفَــاءْ خُـطَـاكَ لِـقَـصْـرٍ جَـفَــاهُ الــبَـهَــاءْ
وَ أَخْـنَى عَـلَـيْهِ الـزَّمَانُ الخَـؤُونُ وَ أَضْـفَـى عَـلَـيْهِ رِدَاءَ الـشَّــقَـاءْ
وَ رَانَ عَـلَـيْهِ اكْـتِــئَــابُ الـقُــبُـورِ وَ سَـادَتْ رِحَابَهُ رُوحُ الـفَــنَــاءْ
سَـحَابَـةُ حُـزْنٍ تَـغَـشَّـتْ ذُكَـاءَ(3) فَــلاَ يَـغْـمُـرُ الـقَـلْـبَ مِنْهَا الضِّيَاءْ
عَـلاَمَ وُقُـوفُـكَ خَـلْـفَ الصُّـفُـوفْ ؟ مَـشُوقاً إِلىَ البَابِ شَـوْقَ الشَّغُـوفْ
بِـلِـبْـسِ العَـرِيسِ مَسَاءَ الـزِّفَــافِ وَ طُـهْـرِ الإِمَــامِ الـتَّـقِــيِّ الحَـنِـيـفْ
وَ فِــي قَـلَـقِ الـصَّـبِّ مُسْــتَـبْـطِـئــاً وُصُــولَ حَـبِـيـبٍ دَلُـولٍ خَـلِـيـفْ
وَ فِـي نَـظـَــرَاتِــكَ شَــيْءٌ بَـــــــدَا كَــأُهْــبَــةِ صَـقْــرٍ لِصَـيْــدٍ زَفِـيـفْ
فَـيـَا لَـيْـتَ شِعْـرِيَ مَــاذَا عَـسَــاكْ سَـتَـصْـنَعُ ؟... فَــارِغـَتَانِ يَـدَاكْ...
وَ مَـا فِي الـقِـرَابِ سِـوَى خَــنْجَـرٍ عَـلاَهُ البِلَـى فِـي غُـضُونِ صِبَـاكْ
وَ مَـا تَـمْـتَـطِــي غَــيْــرَ سَــيَّــارَةٍ أَتَـاحَــتْ مَـحَـاسِـنَـهَــا لِـسِـــوَاكْ
عـَرَاهَـا الخُمَـالُ ، بَـرَاهَـا السُّعَـــالُ تَــغِــطُّ وَ تَـشْـخَـرُ عِـنْدَ الـحَــرَاكْ
لَـقَــدْ لاَحَ مَـنْ جِـئْــتَ مُـرْتَـصـِدَا وَ أَضْـحَى المُـصَـلَّى لَـهُ مَـقْـصِـدَا
وَ مَـا هـُـــوَ حُــبُّ الصَّـلاَةِ فَــقَـــدْ لِأَجْلِهِ شَـعْـبٌ جَـفَـا المَـسْجِــدَا(4)
وَ أَمْـــــــرٌ أَرَادَهُ سَـــــيِّــــــــــدُهُ فَـحَـاشَــاهُ أَنْ يَـعْـصِـيَ الـسَّـيِّــدَا
فَـأَيَّ عَــتَـــادٍ ! ... وَ أَيَّ سِـــــلاَحٍ وَ أَيَّ عَــسَـاكِـرَ قَــــدْ حَـــشَــدَا...
أَرَاكَ تُـحَـاذِي الـقَـنَا وَ الْـعَـوَالِــي تُـوَاكِـبُ طَـوْراً وَ طَـوْراً تُـخَـالِـي
تَـشُـقُّ طَـرِيــقَــكَ نَـحْـوَ الـدَّعِــيِّ إِلَـيْــهِ رَكِــبْــتَ الــرَّدَى لاَ تُـبَـالِـي
فَـمَا عَـمَّـرَ الأَرْضَ غَـيْـرُكُــمَــــا وَ طَـيْـفُ مَـلِـيـكٍ بَـعِـيـدِ المَجَالِـي
لَمَـا أَصْغَـرَ الكَوْنَ فِي نَـاظِــرَيْــكَ وَ أَنْـتَ تَـرَاهُ بِـعَـيْـنِ الـمَعَـالِــي...
وَ مَـــا أَنْـتَ إِلاَّ كَـلَــمْـحِ الـبَـصَــــرْ دَهَــمْــتَ كَـخَـطْـبٍ رَمَـاهُ الـقَـدَرْ
حَـفَـزْتَ الـسَّــيَّـارَةَ فَـانْـطَـلَــقَـــتْ كَــمَــارِدَةٍ قَــدْ عَـرَاهـَـا الـسُّـعُـرْ
هَجَـمْـتَ فَـوَلَّى مِنَ الرُّعْــبِ جـُنْــدٌ عَـلَى مَـضَـضٍ قَـدْ أَقَـامُـوا الخَـفَـرْ
قَـذَفْــتَــهُ مِـنْ فَـــــوْقِ دَابَــتِـــــهِ .. وَ أَجْـهَـزْتَ... لَـوْلاَ نَـفِـيـرٌ زَخَرْ
فَـيَا لَلصِّـرَاعِ الْـقَـوِيِّ الـبُـطُــولَهْ ! وَ يَــا لَـلْـفِـدَاءِ وَ يَـا لَـلـرُّجــُولَـهْ !
وَ يَـا لَـلـشَّـبَابِ الـنَّـضِـيـرِ هَـــوَى عَــلَى مَـذْبـَحِ الحَــقِّ يَـلْـقَـى ذُبُـولَهْ
وَ يـَا لَلـضِّـيَـاءِ ... أَطَلَّ الصَّـبَــاحُ فَــنَجْـــمُ الـطُّـغَــاةِ يُـعَـانِي أُفُــولَهْ
وَ يَـا مَـوْلِـدَ الـمَغْرِبِ المُـسْـتَـقِــلِّ وَ عِـــزَّةِ شَـعْــبٍ أَثَــارَ فُـحُــولَـهْ
وَ يَـا لَانْـتِـصَــارِ مَــلِـيــكٍ جَــــــلاَ طـَـرِيــدَ الــبُـغَـــاةِ شَــرِيـدَ الـعُــلاَ
فَـنَـمْ هَـانِـئـاً يـا شَهِـيـدَ الــوَفَـــاءِ ظَـفِـرْتَ وَ إِنْ لَمْ تُـصِـبْ مَـقْــتَـلاَ
فَـفِــيـهِ قَــتَـلْـتَ الـمَـلِيكَ الدَّعِــيَّ وَ إِنْ لَــمْ تُـمِـتْ يَــدُكَ الــرَّجُــلاَ
فَعَـادَ سَجِـيـنـاً ، طَرِيـحَ الـفِــرَاشِ صــريـع الـهَــوَانِ و بَـأْسِ الْــوَلاَ
وَفَـاؤُكَ لِـلْـعَـرْشِ أَسْــمَى وَفَـــاءْ وَ مَـوْتُـكَ فِــي الحَـقِّ سِـرُّ البَـقَـاءْ
سـَـمَــاءُ العُــلاَ أَشْـهَـدَتْ أَهْـلَهـَـا بِــأَنَّــكَ أَعْـلَى وَ أَصْــفَى سَــنَــاءْ
وَ رِثْتَ الـشَّهـَامَةَ عَنْ "يَعْرُبٍ" وَ عَنْ "مَازِغٍ" قَـدْ وَرِثْتَ الإِبَاءْ
بَـعَـثْـتَ الغُـزَاةَ وَ "طَارِقَــهُـــمْ" لِأَنْــــدَلُــسٍ حَــامِــلِــيــنَ الـلِّــوَاءْ
صَــدَاكَ بِــأُفْــقِ الـعُــلاَ يَـصْـــدَعُ وَ ذِكُـــرُكَ بَـيْــنَ الــوَرَى يُــرْفَـعُ
بِـدُنْـيَـا الــطُّـغَـاةِ غَــدَا شـاهِــداً بِــأَنَّ مَـرَّاكُــشَ (5) لاَ تَـخْـضَــعُ
فَــأَقْـسَـمَ قَـوْمُـكَ حـَوْلَ الـرُّفَــاتِ وَ أَمْــرَهـُـمُـو بَـيْــنَـهُـمْ أَجْـمَعُـوا:
"لَأَنْـتَ الزَّعِـيمُ وَ أَنْـتَ الرَّئِـيــسُ وَ أَنْـتَ الإِمَــامُ الـَّــذِي نَــتْـبَـعُ"
الشرح :
(1) سبط الرسول : المولى إدريس الأزهر رضي الله عنه.
(2) اتهمت القمر : على إثر نفي المرحوم محمد الخامس والأسرة المالكة إلى جهة غير معلومة حرصت الإدارة الفرنسية على أن تبقى مكتومة ، شاعت شائعة في الأوساط الشعبية أن الملك المنفي قد رفعه الله إلى القمر إذ كانوا يتخيلون في تشكيلة كلف البدر صورة محمد الخامس فمنهم من كان يقول أنه يرى صورته وحده ومن يقول يرى مع صورته صورة سمو ولي العهد ومن يقول صورة ولديه معا. فكانت سطوح المنازل تمتلئ بالنساء والأطفال وحتى الرجال عند استكمال القمر دائرته في الليالي البيض الثلاث من كل شهر. فكانت النساء يطلقن الزغاريد ودموع المشاهدين تنحدر على وجوههم مما كان يزيد في إلهاب حماس الشعب وشدة تعلقه بملكه. فلم يسع إدارة الحماية الفرنسية أمام هذه الظاهرة الغريبة غير المتوقعة التي كانت تخشى عواقبها والتي وصفتها إحدى صحفها الصادرة بالدار البيضاء "La vigie Marocaine " - أنها اختلاق خيال شاعر - نقول لم يسعها إلا أن تعلن مقر محمد الخامس في المنفى. وَصُرِعَت برصاص جنود الاستعمار ضحية هذا الحادث نساء كثيرات ممن كن يطلقن الزغاريد رحمة الله عليهن.
(3) ذُكاء : إسم للشمس
(4) جفا المومن المسجدا : هجر الشعب الجوامع والمساجد في عهده احتجاجا على تنصيبه و رفضا لبيعته.
(5) مراكش : هو الاسم الذي كان يطلقه المشارقة على المغرب في عهد الاستعمار.
|