بسم الله/الاستقبال/

رثاء الزعـيم علال الفاسي

 

تَــبَــوَّأْتَ فِـي الـمَـجْـدِ أَعْــلَى الـقِــمَـمْ     وَ خُــلِّــدْتَ  يَــــوْمَ  رَفَــعـْـــتَ الْــعَــلَــمْ

وَ أَرْسَـلْـتَـهـَا صَــيْـحَـةً أَيْــقَــــــظَــــتْ     مِـنَ  الـنَّوْمِ  شَعْـبـاً  عَــرِيقَ الـشَّـمَـــمْ

فَــزُلْـزِلَــتِ  الأَرْضُ  تَـحْــتَ  الـدَّخِـــيـــــــلِ  حِـيـنَ  ازْدَهَـى  بِــرُسُــوخِ الـقَــــدَمْ

وَ خَـالَ  الــبِـــلاَدَ  عَــنَــتْ  لِــقُـــــوَاهُ     فَــمَــا  الـسَّـيْــرُ  إِلَّا  عَـلَـى  مَـا رَسَـــمْ

وَ مَـا شَــرْعُــهَـا  غَــيْـرَ  مَـا  سَـنَّــــهُ     بِـأَمْــرِهِ  يُــقْــضَـى  وَ لاَ يُـخْـــتَـــصَــمْ

فَـــفَـــــرَّقَ  بَــيْــنَ  قَــبَــائِـــلِــــهَــــــا     وَ أَجْــرَى  مِــقَــدَّهُ  فِــيـمَــــا الْــتَـحَـــمْ

وَ قَـالَ : << بَـنِي يَـعْـرُبٍ  شَـرْعُـكُــمْ     عَـلـَـى  بَــرْبَـــرِي  أَبَــــداً  قَـــدْ حَــــرُمْ

<< لَـكُـمْ  دِيـنُـكُـمْ  وَ لَهُـمْ عُـرْفُـــهُـــمْ     بِــذَاكَ  كِـتَــابِـي (1) عَـلَـيْـكُمْ حَـكَـمْ<<

فَـمَـا  رِيعَ  إِلَّا  لِــصَـوْتٍ (2) عَـــــــلاَ     وَ لـَـمَّــــا  يَــجِـــفَّ مِـــــدَادُ  الـــقَـــلَــمْ

<< بَـنِـي  يَـعْــرُبٍ و الْأَمَـازِيــغِ  نَـحْــــــــنُ نـُسِـجْـنَـا فَـكُـنَّا الـسَّـدَى وَ اللُّحَـمْ <<

<<  أَلاَ  إِنَّــنَـــا  جَــسَـــــدٌ  وَاحِـــــــدٌ     فَـــكَــيْــفَ  تَــفَــــارُقُ  لَـحْــمٍ وَ دَمْ >>

<< وَ مَـنْ  رَامَ  فُـرْقَــتَـنَـا يَـحْــتَـــرِقْ     بِـنَـارِ  الإِبَـــاءِ  وَ حَــــرِّ  الــنَّـــدَمْ >>

تَــرَدَّدَ  فِـي  الـقُـطْــرِ عَـبْـرَ السُّـهُـــولِ     وَ بَـيْـنَ  الـشِّـعَـابِ  وَ فَــوْقَ  الـقِــمَــمْ

يُـلَــقِّـــنُ  لِـلــشَّـــعْــــــبِ  سِــيـــرَتَـــهُ     عَــلَى  سَـنَـنٍ  مِـنْ  كـَرِيـمِ الــشِّــيَــــمْ

فَــطَـوْراً  بِـتَـــدْرِيـسِ  آيِ  الـكِــتَـــابِ     وَ ذِكْــرِ الـرَّسُـولِ  الـبَـلِــيغِ الـحِـكَـــــمْ

وَ سِـيــرَة أَسْــلاَفِـــنَــا  الصَّــالِـحِــيــنَ     وَ بَـعْـثِ  مَــفَــاخِـرِهـِـمْ  مِــــنْ رِمَــــمْ

وَ طـَـوْراً  بِـشِـعْـــرٍ  شَـــدَا  بِـالْـبِــــلاَد     وَ أَجْـرَى  هَــوَاهـَــا عَـلَى  كُــلِّ فَـــــمْ

فَـأَنْـشَــأْتَ  جِـيــلاً  نَـبِـيــلَ  الـشُّـعُـــورِ     وَ ثِـيـقَ  الـعُـرَى  بِـرَفـِـيــعِ الــقِــيَـــمْ

شَـغُـوفـاً  بِـإحْـيَــاءِ  مَـجْـــدِ  الـجُـــدُودِ     يَـصُـونُ  الـتُّـرَاثَ وَ يَـــرْعَى  الذِّمَـــمْ

طَـمُــوحـاً إِلَـى الـمُـثُـلِ  الـعـالِــيَــــــاتِ     يَــشُــقُّ  طَــرِيـقَـهُ  فِـي الـمُــزْدَحـَــــمْ

عَــزِيـــزاً  أَبِــيّــاً  ذَكِــيَّ  الــفُـــــــــؤَادِ     مَـشُـوقـاً إِلَـى النُّـورِ يَـمْـحـُو الـظُّـلَـــمْ

أَبَــــادَ الـقُــيُـــودَ  وَدَكَّ  الــسُّـــــــــدُودَ     وَ شَــادَ  مَــكَــانَـــهُ  بَــيْــنَ  الْأُمَـــــمْ

أَبَـا  الــوَطـَـنِـيَّــــةِ  مِــنْــــكَ  تَــلَــــــقَّــــــــنَ  مَـعْــنَى الـفِـدَى وَ احْـتِـقَـارِ الْأَلَـــمْ

بِـعَــزْمِـــكَ  ثَــارَ عَـلَى الـغَـاشِـمِـــيـــنَ     وَ مَـا  شَـيَّـــدُوا مِــنْ  حُـصُـونٍ هَــدَمْ

وَ قَــــوَّضَ  مَـغْـــنَــى  أَمَــانِــيِّـــهِـــــم     وَ بَـــدَّدَ  مَــا غَــازَلُــوا  مِــنْ  حُــلُـــمْ

وَ حَــرَّرَ مَـا اسْـتـَعْـمَـرُوا  مِـنْ  تُــرَابٍ     وَ مَـا اسْــتَـعْـبَـدُوا مِـنْ رِقـَابِ النَّـسَــمْ

وَ هَــبَّ  يُــطَـهِّــرُ  رَمْــلَ الـصَّـحَـــارِي     بِــنـَارٍ لَـهِــيــبُـهـَا مِـنْـكَ  اضْـــطَــــرَمْ

وَ شِعْــرُكَ  مِــلْءَ  الـنُّــهَـى وَ الْجَـنَــانِ     يَـحُــثُّ  خُــطَــاهُ  إِلَـى مَــا اعْـــتَــــزَمْ

أَيَـا بُــلْـبـُـلَ  الشِّـعْــرِ مِـنْــكَ  نَـشِـيــدِي     وَ مِـنْـكَ  تَـلَـقَّــنْـتُ صَـــوْغَ الــنَّــغَــــمْ

وَ مِـنْــكَ  غِـنَــائِي  بِــأَرْضِ  الـجُـــدُودِ     وَ مِـنْــكَ  صُـرَاخِــي لِـبَـعْــثِ الـهِــمَـمْ

أَيَـــا بَـحْـــرُ  كَــــــمْ  فِـيــكَ  مِـــنْ  دُرَرٍ     بِهَا  سِـمْـطُ  أَغْـلَى العُــقُــودِ انْــتَـظَـمْ

أَيَـا  كَـنْــزَ أَغْــلَــى  الـمَـكَــــارِمِ  قَـــــدْ     فَـقَــدْنَـــا  بِـمَــوْتِـــكَ  ذُخْــرَ الأُمَــــــمْ

وَ لَـكِــنَّ  رُوحَـــكَ  فِــيــنَــــا  سـَــــرَتْ     فَـعَـلاَّ لُــنَــا  بَـيْـنَـنَــا  مَــــا انْــعَـــــدَمْ

فَـأَبْـقَــى  مِـثَــالَـكَ  رَبِّــي  سِـــرَاجـــــاً     يُــنِــيــرُ الـطَّــرِيقَ إِذَا مَـــا ادْلَــهَـــــمْ

وَ أَسْـكَـنَــكَ  اللَّــــهُ أَعْــلَــى الجِــنَـــانِ     مَــعَ  الـفـــائِــزِيـنَ  بِخَــيْــرِ الــنِّــعَــمْ

بِــجَــاهِ  الـنَّـبِـيِّ  الـكَـرِيــمِ الـشَّــفِــيــعِ     وَ مَــنْ  بِــهِ  وَحْـيُ الإِلاَهِ  اخْـــتُـــتِــمْ

عَـلَـيْــهِ  الصَّــلاَةُ  وَ أَزْكَـى  الــسَّـــلاَمِ     مَـعَ الآلِ  وَ الصَّـحْــبِ أُولِـي الـكَــــرَمْ

 

الشرح  :

(1)   الظهير البربري الذي استصدرته إدارة الحماية الفرنسية في 16 ماي  1930 والذي بمقتضاه يمنع تطبيق الشريعة الإسلامية من أحكام للزواج والطلاق والإرث الخ... على القبائل البربرية التي أخضعها الظهير المذكور لأحكام العرف.

(2)   إشارة إلى الموقف الحازم الذي اتخده الزعيم علال الفاسي ومعه نخبة الشعب لمناهضة الظهير البربري بدروس التوعية والوعظ التي كان رحمه الله يلقيها في جامعة القرويين. ومن هذه الجامعة خرجت مظاهرة وطنية تهتف وتردد : <<  اللهم يا لطيف الطف بنا فيما جرت به المقادير ، ولا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر >> و كان ذلك في أوائل الثلاثينات الميلادية من القرن العشرين.

 



 


صفحة الاستقبال
ماهية الموقع

ترجمة صاحب الموقع
مؤلفات
اللغة العربية
أخطاء لغوية شائعة
التعريب
الاصطلاح
دواوين شعرية
الأصيل
المكتبة الالكترونية
مواقع مختارة
تقاريظ

 

 

 

 

 
  alami@alfosha.net