بسم الله/الاستقبال/

رثــــاء

الأمين العام لحزب الاستقلال الزعيم

الحاج أحمد بلافريج

 

دَبَّ سِـرُّ الـحـيـاةِ فِــي هَـيْـكَــلِ الـشَّـــعْـــــــبِ بِـــوَحْـيٍ أَتَــاهُ مِـنْ مَـكْـرُمَــاتِـــكْ

وَ سَـــرَتْ فِـيــهِ نَـفْـحَــةٌ مِــنْ مَـعَــــانِيـــــــكَ أَفَـاضَــتْ عَــلَـيْـهِ مِنْ عَــزْمِ ذَاتِـكْ

فَاحْـتَـذَى نَـهْــجَــكَ الأَبِيَّ غَـــيُـــــــوراً     ثَــابِــــتَ الجَـــأْشِ قُـــدْوَةً بِـثَــبَــاتِــكْ

فَـاتِحـــاً لِـلْــعُــلاَ سَـبِـيـلَــهُ لَــــيْــــــــلاً     مُـسْـتَـنِـيراً بِـشُـعْـلَـةٍ مِـنْ حَصَاتِكْ(1)

حَــامِـيــــاً  مَـجْـــدَهُ الأَثِـيـــلَ  بِــحَـــزْمٍ     مُـسْــتَـمِـــدّاً قُـــوَاهُ مِــنْ طَـفَـــرَاتِــكْ

طَـالِـبـاً حَــقَّـهُ الـسَّـلِـيــبَ وَ فِــي صَــوْ     تِـــهِ لِـيــنٌ وَ فِـيـهِ مِـنْ غَـضَــبَــاتِــكْ

إِ نَّـمَـا  الـغُـــنْــمُ هِــمَّــةٌ  وَ كِـــفَــــــاحٌ     وَ الْأَمَــانِـي العِـذَابُ فِي تَـضْحِـيَــاتِـكْ

وَ الْحَسِـيـرُ الـشَّـقِــيُّ مَــنْ يَـــتَـرَجَّـــى     عَـوْدَةَ الـمَجْـدِ مِـنْ سِـوَى غَـمَـرَاتِــكْ

أَيُّ أَرْضٍ لَــمْ تَــلْـــقَ مِـنْـــكَ جِــهَـــاداً     فِـي سَـبِـيــلِ الـبِـلاَدِ ضِــدَّ عُـدَاتِـــكْ ؟

لاَ  الـمَـنَــافِـي وَلاَ السُّـجُــونُ أَضَـــرَّتْ     فِـي جِـهـَـادٍ مِـنْ أَجْــلِـهـَـا بِـقَــنَـاتِــكْ

بِـفَـرَنْـسَا وَ فِـي السَّـوِيـسِ وَ جِـرْمَـــنْــــــــيَـا وَ كُــرْسِـيكَـا اقْــتَـفَـوْا مَـلْحَـمَاتِـكْ

أَيُّ  حِــــزْبٍ  وَ أَيُّ فِـــكْـــرٍ وَ حَــبْــــرٍ     لَــمْ تُـجَــنِّــدْهُ دَاعِـيـــاً مِنْ دُعَـاتِــكْ ؟

كَـاتِــبــاً أَوْ مُـسْـتَـكْـتَــبـاً أَوْ خَـطِــيـبـــاً     أَوْ سَـخِـــيّــاً مُـنَـاصِــراً حَــرَكَــاتِـــكْ

لَـمْ تَــنَــلْ مِـنْـــكَ صَــبْــوَةٌ أَوْ شَــبَــابٌ     سَـلْــوَةً قَـــطُّ عَــنْ حِـمَى حُـرُمــَاتِــكْ

إِنْ يَـكُــنْ لِلـفَــتَى هَــــوَاهُ  بِــلَــيْـــلَــى     وَ الأَغَــانِـي أَوِ الـغَــوَانِــي العَـوَاتِــكْ

أَ نْــتَ لَــيْـــلاَكَ وَ الْـهَــــوَى  لِــبِــــلاَدٍ     هِــمْــتَ حُـبًّـا لَـهـَـا طـَـوَالَ حَـيَــاتِــكْ

لِـبَــنِــيـهَـا أَنْــشَــأْتَ مَـعْــهَــدَ عِـــلْـــمٍ     رَائِــداً كَـانَ  مِــــنْ أَعَـــزِّ هِـبَـــاتِـــكْ

لَـقَّــنَ الــنَّــشْءَ حُـبَّـهـَـا  وَجـِـــهَــــاداً     لِـعُــلاَهـَـا وَ الـنَّــشْءُ مِـنْ مَأْثُـرَاتِــكْ

فَــسَـــلاَمٌ لِـمَـعْـهَــــدٍ كُــنْـــتُ فِــــيــــهِ     نَــاهِـلاً  ثُــمَّ كُــنْــتُ مِـنْ ثَــمَــرَاتِـــكْ

كُــنْــتُ فِــيــهِ نَــزِيــلَ بِـــرٍّ وَ فَــضْـــلٍ     وَ شَـقِـيـقَـايَ ثُـمَّ كَمْ مِنْ عُـفَـاتِــكْ(2)

وَ سَــلاَمٌ لِـمَــسْــجِــــدٍ هُـــوَ فِـــيــــــهِ     شَـاهِــدٌ مِـنْ شُـهـُـودِ طِـيـبِ نَـبَـاتِـــكْ

وَ سَــلاَمٌ مِـنِّـي لِـعُــثْـمَــانَ جُـــورْيُـــو     كَـانَ فِــيـهِ مِـنْ خَـيْــرِ مُـنْـتَخَـبَـاتِـــكْ

كَــانَ لِي مُـرْشِـداً نَـصُـوحــاً أَمِـيــنــــاً     وَ دَلِــيـلاً عَـلَى مَـعَــانِـي صِـفَــاتِــــكْ

كَانَ خِــرِّيـتــاً فِـي مَـسَـالِـكِ نَــظْـمِـــي     فَــلَـهُ الـفَـضْـلُ إِنْ أُجِـدْ مَـرْثِــيَـاتِــــكْ

كَـمْ بُحـُـورٍ لِلـشِّـعْــرِ خُـضْـنَــا وَفُــلْــكٍ     قَــدْ رَكِــبْـنَـا وَ ذَاكَ مِــنْ حَسَـنَــاتِـــكْ

فَــجَــــزَاكَ الإِلَـــهُ  خَــيْـــرَ  جَـــــــزَاءٍ     رَافِــعـــاً  فِـي  جِــنَــانِــهِ دَرَجَـــاتِــكْ‏

وَ جَـــزَاهُ  الإِلَــــهُ خَـيْـــراً وَ فَــضْــــلاً     وَ نَـعِــيـمـاً بِـالْـخُـلْـدِ فِـي  قُـرُبَــاتِــكْ

أبَــلاَفَــرِيـجُ  شَـعْــبُـنَـا  كَـيْـفَ  يَـنْسَـى     وَ مِـدَادُ  اسْــتِــقْـلاَلِــهِ مِنْ دَوَاتِـــــكْ

هُــوَ  فِـي بَــيْــتِــكَ  اسْــتَـهَـلَّ  وَ لِـيـداً     وَ شُهُـودُ المِـيـلاَدِ فِي حُجُـرَاتِـكْ (3)

وَ نَــمَـا  رَغْـــمَ مَـكْـــرِ كُــلِّ  الأَعَــادِي     صَـارَ عِـمْــلاَقــاً رَغـْـمَ كُلِّ الهَـوَاتِـكْ

فَـلَـقَـدْ  كُــنْـتَ  حَـاضِـنـــاً  وَ كَــفِــيــلاً     وَ وَصِـيّــاً عَــلَــيْـهِ وَالجَــوْرُ فَــاتِــكْ

قُـــدْتَ لِلــنَّـصْـــرِ جُــنـْــدَهُ  بِــسِــــلاَحٍ     وَ بَــيَــانٍ  أَقْــلاَمُـــهُ مِـــنْ أَدَاتِــــــكْ

ثُـــمَّ  رَبَّــيْــتَ  لِلـصَّحَـــافَــةِ  نَــــشْءًا     مُسْـتَـمِـيـتـاً فِي الحَقِّ بِاللَّـفْظِ بَاتِــــكْ

لَـمْ يَــزَلْ شَـعْــبُــنَـا يَـسِـيــرُ بِــنُـــــورٍ     مِـنْ هُــدَاهُ وَ الـنُّــورُ مِــنْ نَــيِّــرَاتِــكْ

كُـنْـتَ مِـنْ أَمْـهَــرِ الـبُــنَـاةِ  لِمَـجْــــــدٍ     قَـامَ صَـرْحاً عَـنْ فِـكْـرَةٍ مِنْ بَنَاتِـكْ(4)

فِي ظِـلالِ الْـعَـرْشِ الـمَجِـيـدِ الـسَّـنِــيِّ     الَّــذِي قَـــــادَ  لِلْـعُــــلاَ خَــطـَـــوَاتِـــكْ

جَـعَــلَ اللَّـــهُ جَـنَّـةَ الـخُـلْـــدِ مَـــــأْوىً     مُــفْــسِـحــاً فِي رِحَـابِـهَـا غُـرُفَـاتِــــكْ

فَــبِـجَــاهِ  الـنَّــبِــيِّ  أَدْعـُــوكَ  رَبِّــــي     أَنْ تَـــزِيــدَ الـفَــقِـيـدَ مـِنْ رَحَـمَــاتِــكْ

صَــلِّ رَبِّـي عَــلَى الـنَّـبِــيِّ  وَسَــلِّـــــمْ     وَعَـــلَــى الآلِ وَالـصِّـحَـــابِ تُـقَــاتِـكْ

 

الشرح :

(1)  الحصاة : العقل.

(2)  العفاة : جمع العافي وهو الطالب للمعروف.

(3)  المقصود بذلك تحرير وثيقة المطالبة بالاستقلال.

(4)  بناتك : بنات أفكارك.



 


صفحة الاستقبال
ماهية الموقع

ترجمة صاحب الموقع
مؤلفات
اللغة العربية
أخطاء لغوية شائعة
التعريب
الاصطلاح
دواوين شعرية
الأصيل
المكتبة الالكترونية
مواقع مختارة
تقاريظ

 

 

 

 

 
  alami@alfosha.net