في مدح عاهلنا المحبوب الحسن الثاني نصره الله
اَلْمَجْــدُ يَـفْـخَــرُ أَنَّــهُ لَـكَ مَـرْكَـــــبُ وَزَهَـا الْـمَـعَـالِـي أَنَّهَا لَـكَ مَــوْكِــــبُ
أَدْنَى فُـتُـوحِـكَ لِلْـأَعَـاظِــمِ مَـطْــمَـــــحٌ يُـعْـيِي الطَّمُوحَ فَـيَـرْعَـوِي أَوْ يَعْـطَـبُ
سِــرْتَ الْـمَـسِـيـرَةَ مُـبْــدِعـاً فَــإِذَا الْـبَــــــــــرِيَّـــةُ كُــلُّـهَـا مَـبْـهُــورَةً تَـتَـرَقَّــبُ
حَـتَّـى إِذَا أَعْــلاَمُ نَـصْـرِكَ رَفْــرَفَــــتْ اِهْــتَــزَّتِ الـدُّنْــيَــا لِنَصْـرِكَ تَـطْــرَبُ
حَـقَّـقْـتَ آمَـالَ الـرَّعِـيَّةِ فَـهْــيَ فِــــي مَــدْحٍ يُـــرَدَّدُ لاَ تَــنِــي لاَ تَــتْـــعَــــبُ
عَــذُبَ الـثَّــنَـاءُ بِكَتْـبِـهَـا وَ لِسَـانِــهَــا وَبِـقَــلْبِـهَـا شَـــدْوٌ بِــمَـدْحِـكَ أَعْــــذَبُ
وَ إِذَا أَحَــبَّ الْـقَـلْــبُ لاَزَمَ ذِكْــرَ مَـــنْ يَهْـوَى فَـلَـيْـسَ بِـسَـامِـعٍ مَـنْ يَعْــتُــبُ
شِـدْتَ الـسُّـدُودَ فَـمَـاؤُهـَـا مُـتَــدَفِّــــقٌ صَـحْـــرَاؤُنـَــا بِــهِ جَــنَّـةٌ تُـسْــتَغْـرَبُ
بِـالـمَـاءِ وَ الْحَـبِّ الْمَزَارِعُ أَخْصَـبَــتْ وَ قُـلُـوبُـنَـا مِـنْـهَـا بِـحُـبِّــكَ أخْـصَـبُ
يَـمْـضِي الزَّمَانُ وَيَـبْـقَى ذِكْرُكَ خَالِــداً فَـشُـعَـاعُ فِـكْـرِكَ فِي الْعُـلَا لاَ يُـحْـجَـبُ
بِــيَرَاعِـهِ الـذَّهَـبِـيِّ ضِــمْـنَ مَـفَـاخِـــرٍ بِـسِــجِـلِّـهِ الـتَّـارِيخُ مَـجْــدَكَ يَـكْــتُــبُ
إِنْ يَـنْـسَ لَا يَـنْسَ الْمَـبَانِيَ صَـرْحُـهَــا لِـلـجَــاحِـدِيــنَ الـشَّــانِــئِـيـن مُــكَـذِّبُ
هَــذِي مَعـَاهِـدُ لِلْـعُـلُــومِ شَــوَاهِـــــــدٌ مَـهْـمَـا تَـقَـلَّـبَ فَــهْــيَ لَا تَــتَــقَــلَّــبُ
وَمَـسَـاجِــدٌ وَ جَـوَامِــعٌ وَ رَوَائِـــــــعٌ وَ بَـدَائِعٌ مِـنْ كُــلِّ شَــيْءٍ أَعْــجَـــبُ
وَحَّـدْتَ أَطْـــرَافَ الْـبِــــلَادِ بِــعِــــــزَّةٍ وَ بِـهِـمَّــةٍ وَ عَــزِيـمَــةٍ لاَ تُـغْـــلَـبُ
لاَ فَرْقَ بَـيْنَ مُـوَاطِـــنٍ فِـي كُـويــــرَةٍ وَ مُــوَاطِنٍ فِــي طـَـنْـجَــةٍ يَــتَـهَــذَّبُ
اَلْـكُــلُّ يَـجْـمَعُـهُــمْ وَلاَءٌ لِعَــرْشِــكُـــمْ وَالْـحُـبُّ لِـلْـحَـسَـنِ الْـمُـثَـنَّى يَـجْــذِبُ
فَـبِعَـزْمِـكُـمْ يُـمْـسِي الْـبَـعِـيـدُ مُـقَـرَّبـــاً وَيَـصِـيرُ سَهْلاً كُلُّ شَيْءٍ يَصْــعُـــبُ
يَـا مَـالِـئـاً عَـيْنَ الـزَّمَـانِ وَ سَـمْـعَـــهُ يَا مَـنْ عُـقُولَ ذَوِي الْحِجَا يَسْـتَـقْطِـبُ
هَـذَا مَـدِيـحٌ مِـنْ خَـدِيــمٍ شَــاعِـــــرٍ عَـشِــقَ الـعُــلاَ بِـجَـمَـالِهـَـا يَـتَــشَـبَّـبُ
وَرِثَ الْـمَحَـبَّــةَ وَ الْـوَلاَءَ لِعَـرْشِـكُــمْ وَ نَـمَـا المَـحَـبَّـةَ فَـضْـلُـكُــمْ يَتَـصَــبَّـبُ
يَـا عَـاذِلِـي جِـئْـنِـي بِـمِـثْــلِ مَـلِـيـكِــنَـا يَـحْـنُو عَـلَى الشَّعْـبِ الْـوَفِيِّ وَ يَحْـدَبُ
يَـا عَاذِلِي جِـئْنِي بِــمِــثْــلِـهِ عـاهِـــلاً لِـبِـــلاَدِهِ دَوْمــــاً يَــجِــــدُّ وَ يَـــــدْأبُ
يـَا عَاذِلِي جِـئْـنِـي بِـمِـثْــلِـهِ قـائِـــــداً مَهْـمَـا تَـوَلىَّ الْجَـيْـشَ فَهْـوَ الْأَغْـلَــبُ
يَا عَاذِلِي جئـنـي بِـمِـثْــلِـهِ سـائِـســاً بِــبَصِـيرَةٍ مَـا فِـي الـضَّمَـائِـرِ يَــرقُــبُ
يا عاذلي جِـئْـنِي بِـمِــثْــلـِـهِ حـاكِـمـــاً بِـالْعَـدْلِ يَـقْـضِي لِلْـمَظَـالـِـمِ يَـغْــضَـــبُ
جــئـني بِـمـثـلِــه عَـبْـقَـرِيّـاً مُـلْهَــمــاً يـَـرْعَى الـمَـكَارِمَ نَــهْــيَـهَـا يَـتَـجَــنَّــبُ
جــئـني بــمــثــلــه أَلْـمَعِـيّـــاً نـابِـغـــاً وَ بَـلِـيـغَ قَــوْلٍ كَـاتِــبـاً أَوْ يَــخْــطُــبُ
يـا عـاذلي جـئـنـي بِـمِــثْـلِــهِ بَـانِــيـــاً مِـنْـهُ الْـعَـجَــائِـبُ أَصْـبَحَــتْ تَـتَـعَـجَّـبُ
يـا عـاذلـي أَنَّـى تَـجِــيءُ بِــمِــثْـــلِــهِ فَـهْـوَ الْـحَـكِـيـمُ وَ مَـا يَــرَاهُ الْأَصْــوَبُ
فَهُـوَ المَـلِيكُ ابْـنُ الـمُـلُوكِ الصّـالِـحِـيـــــــــنَ الـمُصْـلِـحِـيـنَ الفـاتِـحِـيـنَ الْأَنْجَـبُ
يَـا مَــنْ رَأَى الْحَسَنَ المَـلِــيــكَ الْأَوَّلَ فِـي قَـصْـرِهِ وَ الـكُــلُّ وَدَّهُ يَـخْـطُــبُ
فِـي نـُخْـبَـةٍ مِنْ مُصْـطَـفَـيْـنَ أَمَــاثِـــلٍ وَ خَـدِيـمُـهُ عَـبْـدُ الـسَّـلاَمِ (*) مُـقَـرَّبُ
يَصِـفُ الـدَّوَاءَ وَ يُـنْـشِدُ الشِّعْـرَ الذِي يَـصِـفُ الْــوَلَاءَ وَ حُـبَّ عَرْشٍ يُـنْجِـبُ
فِي قَصْرِ فَاسٍ أَصْـلِ كُــــلِّ فَـضِـيـلَــةٍ وَ الْـعَــاهِـلُ الـسَّـامِي الـمَـقَـامِ يُـرَحِّـبُ
هَـذَا الْـخَـدِيـــمُ ابْـنُ الْخَـدِيــمِ وَ وَارِثٌ عَـنْــهُ المَـحَـبَّـةَ وَ الْـمَـدَائِــحُ تُـعْــرِبُ
يَـا ابْــنَ الأمـاجِـدِ و اْلَأكَـارِمِ وَ الْـعُـلاَ اَلْـفَــرْعُ يَـتْــبَـعُ أَصْـلَــهُ لاَ يَــنْــكُــبُ
فَوَرِثْـتُـمُ الَأَمْـجَــادَ عَـنْ أَسْــلَافِـــكُـــمْ وَ وَرِثْـتُ حُـبَّـكَ عَـنْ جُـدُودٍ أَنْـجَـبُــوا
فَـالْـوَارِثَـانِ كِـلاَهُـمَـــا مُـسْـتَـمْــسِــكٌ بِــنَـصِـيـبِهِ فِـي غَـيْــرِهِ لاَ يَـــرْغَـــبُ
يَا ابْنَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى الْــــــــهَـادِي وَ هَـدْيُــهُ خَيْـرُ مَا قَـدْ يُـكْـسَـبُ
أَنْتَ الْـعِـمَـــادُ لِخَـيْـرِ أُمَّــةِ مُــرْســــلٍ لِلـنَّـاسِ مَـنْ رَاجِـيـهِ لَـيْسَ يُـخَـيَّــــبُ
بِـكَ قَـدْ أَنَـاطَتْ كُــلَّ مَـا تَـرْجُـو وَمَـــا تَـصْـبُــو إِلَـيْــهِ وَمـَــا غَـداً تَـتَـطَـلَّــبُ
لَمَّـا بَـرَزْتَ زَعِــيـمَهَـا وَ إِمَـامَـهَـــا فِـي الْـحَـقِّ لاَ تَـخْـشَى وَ لاَ تَـتَهَــيَّــبُ
عَهِـدَتْ إِلَـيْـكَ بِـذِمَّـةِ الْـقُدْسِ الْمُضَــا مِ ، وَ مَنْ بِهِ أَوْلَى ؟ وَ مَنْ لَـهُ أَنْــدَبُ
أَنْتَ المُغِيثُ وَ لَـيْسَ غَـيْـرُكَ مُرْتَجـىً فَـلَكَ الـسَّــدَادُ وَ لَكَ العِــلاَجُ الْأَنْـسَــبُ
حَـادَتْ عَنِ الـنَّهْجِ الْـقَـوِيــمِ فَـذُلِّـلَــتْ وَ الـذُّلُّ مَـرْتَـعُ مَـنْ يُـسِــئُ وَ يُغْــلَــبُ
تَـبْـغِـي الصَّلاَحَ كَـعَـهْـدِ جَـدِّكُمُو بِــــهِ وَهُــوَ الَّـــذِي فِي نُـطْــقِــهِ لاَ يَـكْــذِبُ
إِذْ قَــالَ آخِـــرُ أُمَّــتِـــي فَــصَــلاَحُـــهُ كَــصَــلاَحِ أَوَّلِـهَـــا فَـهَــذَا الْمَـذْهَـــبُ
فَـسِـلاَحُهـَـا هُـوَ فِي اتِّـبَاعِ نَـبِـيِّــنَـــا خَـطْـواً بِـخَـطْــوٍ لاَ تَـهِــي أَوْ تَـجْــنُـبُ
أَبْـقَــاكَ رَبِّـي حامِــيــاً لـِكِـيَـانِــهَـــا تُعْـلِـي الْـمَـعَـالِــمَ عِـــزُّهَـا لَكَ مَـطْـلَـبُ
تَــبْــنِـي عَـلَـى آثــارِهَــا أَمْـجَــادَهَــا وَ تُــجَــنِّـبُ الإِسْـلاَمَ مَــا قَـــدْ يَــثْـلِــبُ
وَرَعَى الإِلـَهُ وَلِيَّ عَـهْــدِكَ صَائِـنــاً سُـنَنَ الـرَّسُـولِ يَــذُودُ عَـنْـها وَ يَـرْأَبُ
وَرَعَى الإِلَـهُ أَخـــاهُ مَـوْلاَيَ الـرَّشِــيـــــــدَ وَسَـائِـــرَ الْأُمَـــرَاءِ حِـفْـظُــهُ أَرْحَـبُ
فَـبِـجَـاهِ خَـيْـرِ الــعَالَـمِـيـنَ مُــحَـمَّــدٍ الـلَّــهَ أَدْعـُــو فَـهْـــوَ مِـنَّــا الْأَقْــــرَبُ
وَصَلَا تُـهُ وَ سَـلَامُـهُ دَوْمـاً عَــلَـى طـَهَ الـنَّـبِــيِّ وَكُــلِّ مَـــنْ لَــهُ يُــنْـسَـبُ
وَعَـلَى الصَّحَابَةِ كُـلِّهِـمْ مَا أَشْـرَقَـتْ شَــمْـسٌ عَـلَـى الـدُّنْـيَـا وَمَهْمَـا تَـغْـرُبُ
الشرح :
(*) العلامة سيدي عبد السلام العلمي جدنا الذي كان الطبيب الخاص لمولاي الحسن الأول.
|