بسم الله/الاستقبال/

الرسالة الخالدة

 

مهداة إلى معالي عبد الرحمن عزام باشا صاحب "الرسالة الخالدة" والأمين العام لجامعة الدول العربية بمناسبة الذكرى السابعة لإنشاء الجامعة المجاهدة. ألقيت في الحفل الذي نظمه فرع حزب الاستقلال بالدار البيضاء تخليدا لهذه الذكرى.

 

خُـوضِي الْـغِـمَــارَ وَغَـالِـبِـي الْأَنْـــــدَادَا     وَ تَــحَـدَّيِ  الْإِعْـصَـــارَ وَ الأَرْصَــــادَا

وَ خُـذِي  سَبِـيلَكِ  فِي الخِضَـمِّ  سَفِـينَــةً     سَــارَتْ  عَــلَى  أَهْــوَالِــهِ  تَـتَـهَــادَى

وَ رِدِي  بِـآمَـالِ  الـعُـرُوبَـةِ  شــاطِـئًــــا     تَـبْـنِـي عَــلَى أَنْــقَــاضِــهِ  الْأَمْــجَـــادَا

سِـيَـرٌ  مِنَ  الماضِي تَحِـنُّ  لِـبَـعْــثِـهَـــا     وَ يَـدٌ  أَقَـامَــتْ  دُونَــهَـــا الأَ سْـــــدَادَا

أَنْـتِ الْــمَـلاَذُ  لَـهَــا وَ أَنْتِ سِـلاَحُــهَـــا     بِـكِ  تَـسْـتَـعِـزُّ  وَ تَــقْـهَــرُ اسْـتِـبْـــدَادَا

شَـادَتْكِ  مِـنْ  آلَامِهَــا  وَ طُـمُــوحِــهَـــا     بُــنْــيَـانَ  حَــقٍّ  يَـجْـمَـعُ  الأَ نْــجَـــادَا

هَـالَ  الـطُّـغَــاةَ  قِــيَـامُـــهُ  فَــتَـحَـدَّثُــوا     عَــنْ  حُـلْــمِ  أَغْـــرَارٍ أَلَـــــمَّ  رُقَــــادَا

لِـلَّـهِ  جـامِـعَـةَ  الـعُــرُوبَـــةِ  سَـفِّـهِـــي     دَعْــوَاهُــمُــو إِذْ  أَنْـطَــقُـوا الأَحْــقَــادَا

رُجِّـي العِـدَى وَدَعِـيهِـمُـو  يَـتَــوَهَّـمُــوا     عِـفْـرِيــتَ  جِــنٍّ  حَـطَّــمَ الأَصْــفَـــادَا

وَ لْـتُـرْسِـلِـيهـا صَـيْـحَـةً فِي وَجْهِـهِـمْ :     لَـسْــنَـا الـعَـبِـيـدَ وَ لَسْــتُـمُ  الأَسْـيَــادَا

حُـلُمـاً جَـمِـيـلاً كَــانَ ذَلِـكَ وَ انْـقَـضَــى     وَ مَـضَى وَ لاَ يَــرْجُـو الطَّرِيـدُ  مَعَــادا

إِنْ تَـنْـشُـدُوهُ فَـقَـدْ طَـوَتْـهُ يَــدُ الصَّـبَــا     حِ  وَ بَــدَّدَتْــهُ  مَـعَ  الـظَّــلَامِ  فَــبَـــادَا

أَوْ تَـمْــتَــرُوا فِـي شَـأْنِـهِ فَـلْـتَـسْــأَلُـــوا     فَـجْــرَ الْـحُــرِّيــةِ كَـيْـفَ بَــانَ وَ عَـادَا

بَلْ سَـائِـلُوا الهِنْـدَ العَظِـيـمَةَ كَـيْـفَ وَلَّـــــــــى عَـهْـدُكُـمْ ؟ مِنْ أَيْــنَ رَاحَ  وَ رَادَا ؟

وَ لْـتَــنْــشُــدُوهُ الـيَـوْمَ  فِي  تَـذْكَارِكُــمْ     فَـالـشَّـــرْقُ  لَـبَّـى  مَـجْــدَهُ  إِذْ  نَـــــادَا

وَ لَـطَــالَـمَــا اسْــتَـعْــبَـدْتُـمُـو أَحْــرَارَهُ     وَ هَــتَــكْــتُـمُـــو حُـرُمَـــاتِـهِ  أَوْغَــــادَا

وَ بَــزَزْتُــمُـو خَــيْــرَاتِـهِ وَ كَـفَــرْتُـمُـو     بِــحُـقُــوقِــهِ فَـالْـيَــوْمَ ثَــــارَ وَ فَــــادَى

أَيُّ الْأعـاصِـرِ يا طُـغَـاةُ  اجْـتَــاحَـكُـــمْ     فِــي أَنْــدُنِــيــسْــيَـــا وَ الــشَّـــآمِ  وَ آدَا

أَيُّ الصَّـوَاعِـقِ  حَـطَّمَـتْ  أَبْـرَاجَـكُــمْ     فَـتَـــرَكْــتُــمُـــو إِيـــرَانَ وَ الأَكْـــبَـــادَا ؟

مَـاذَا بِـلِـيـبْـيَـا غَـالَـكُمْ ؟ وَ مَحَـا مَـعَـا     لِـمَـكُــمْ ؟ وَ عَــادَ فَــقَـصَّــفَ الأَوْتــادا ؟

لِـلْـحَـقِّ سَــيْــفٌ إِنْ نَـضَــاهُ مُــنَافِـحـاً     وَلَـجَـتْ سُـيُــوفُ البـاطِــلِ الأَغْـــمَـــادَا

لاَ تَـخْــدَعَــنَّـكُـمُـو بَــقِــيَّــةُ  قَـبْـضَــةٍ     لِـلَّــــــهِ  حِـــــــــــــزْبٌ  إِنْ  أَرَادَ  أَرَادَا

بُــرْكَـانُ مـِـصْــرٍ بِالْـمَـنِــيَّـةِ  قــــاذِفٌ     أَفَــتَـمْــلِــكُـونَ  لِــنـــارِهِ  إِخْـــمَـــادا ؟

الـنِّـيـلُ زَمْـجَـرَ بِـالـعَـوَاصِــفِ ثـائِــراً     وَ أَتَـى الــقَــنَــاةَ (1) مُـنـــافِـحــاً ذَوَّادا

فَــتُــرَابُ مِـصْـرٍ بِـالـدِّمَـاءِ  مُـضَــرَّجٌ     وَ شَـبَـــابُ  مِـصْـــرٍ زَلْــزَلَ  الأَطْـــوَادَا

وَ سَمَاءُ تُونُسَ (2)بِالخُطُوبِ مَطِـيرَةٌ     تُـخْـلِـي الـبُــيُــوتَ وَ تَـــمْـــلَأُ الأَلْـحَــادا

وَ الـمَغْـرِبُ الأَقْـصَى جَـحِـيمٌ  مُسْعَـرٌ     أَبَـــداً  يَــفُــــورُ  حَــمِـيَّــةً  وَ جِــهَــــادا

صَـاحَ الـنَّـفِـيرُ فَـيَا طُـغَـاةُ  تَـرَبّـَصُوا     مَــوْتـــاً  زُؤَامــاً يَـخْــطَـــفُ الأَجْـــنَــادا

إِنَّ الـعُـرُوبَــةَ  لِـلْـمَـعَـالِي  تَــنْــتَـمِـي     فَــإِذَا أُهِــيـنَــتْ بِـالــدِّمَــــا تَـتَــفَــــادَى

*

*     *

هَــــذَا نَــشِــيـدُكِ  رَتِّــلِـيـــهِ  وَ رَدّدِي     فِــي  مَـسْـمَـعِ الـدُّنْـيَـا لَـــهُ الْإِنْــشَـــادا

وَ لْـتَجْـعَـلِي الأَقـدارَ تَصْــدَحْ  بِـلَحْـنِـهِ     فَــنُــصَــابِــحَ  الأَفْــراحَ  وَ الأعْــيَــــادا

أُ مَّــاه  إِنَّـــا لاَ  الـكِــفـَــاحُ   أَذَاقَــنَــا     وَهْــنــــاً وَ لاَ  مَـكْــــرُ الـذِّئَــابِ أَفَــــادا

كَــلاَّ وَ لاَ حَــــزُّ  الـقُــيُـــودِ  أَلاَنَــنَـــا     كَــــلاَّ وَ لاَ سَـــوْطُ  الـجِــــلاَدَةِ  قَـــــادَا

لَـكِـنَّــمَـا عَــارُ  الـصَّغَــارِ  يَــؤُودُنَـــا     وَ يَــضِــيـرُ  رُوحــاً  لِـلْـعُــلاَ  مُــرْتَــادا

أُمَّــاهُ شُـدِّي لِـلْـجِـرَاحِ  ضِـمَـــادَهَــــا     وَ تَـــعَـــهَّـــدِي  بِـجَــنَـــاحِـــكِ الْأَوْلاَدَا

لاَ  تَـتْــرُكِــيـنَــا لِـلـذِّئَـابِ  فَـرِيــسَــةً     وَ نِـبَـــالُ قَــوْسِـــكِ تُــحْـسِـنُ الإِ نْجَـادَا

 

الشرح :

(1)   كانت في تلك السنة معركة تحرير قناة السويس وتأميمها على أشدها.

(2)   كان الكفاح التحريري الذي قام به "الفلاقة" التونـسـيـون مستعرا.



 


صفحة الاستقبال
ماهية الموقع

ترجمة صاحب الموقع
مؤلفات
اللغة العربية
أخطاء لغوية شائعة
التعريب
الاصطلاح
دواوين شعرية
الأصيل
المكتبة الالكترونية
مواقع مختارة
تقاريظ

 

 

 

 

 
  alami@alfosha.net