بسم الله/الاستقبال/

أيـتـها  الـذكـرى !...

    نظمت هذه القصيدة في سنة 1946 بمناسبة إحياء ذكرى جلوس محمد الخامس رحمه الله على عرش أسلافه الكرام ؛ و نالت الجائزة الثانية    في المباراة الشعرية التي نظمتها الوكالة المغربية للإشهار و الأسفار بعد تلك السنة. و ألقيت في حفلة توزيع الجوائز على الفائزين التي أقيمت في المسرح الملكي بالدار البيضاء تحت إشراف سمو الأمير ولي العهد مولاي الحسن   حفظه الله.

اِمْــلَئِي الـشَّــعْــبَ رَوْعَــــةً وَ جَــمَــــالاَ     وَ أَفِــيــضِــي عَـلَـيْـهِ مِــنْـكِ جَـــــلاَلاَ

وَ امْـنَـحِـيـهِ مِـنَ ابْـتِـسَـامَـتِــكِ الـجَـــــذْ     لَــى  شُـعَــاعــاً مِــنَ  الأَمَـانِـــي زُلَالَا

وَ اغْـمُـرِيـهِ بِـالـبِـشْـرِ وَ الـمَـرَحِ الـــزَّا     هِــي وَ هِــيـجِـي شُـعُــورَهُ الـمُخْـتَــالاَ

وَ اسْـكُـبِـي نُــورَكِ الـبَـهِـيـجَ فَـفِــي الْأَنْــــــــفُــسِ  لِـلْــيَــأْسِ ظُــلْــمَةٌ تَــتَــوَالَــى

وَ انْـفَحِـيـنَـا مِنْ رُوحِـكِ القَـوِيَّةِ عَـزْمــاً     وَ ابْـعَـــثِــي فِـي نُـفُـوسِـنَــا الآمــــالاَ

وَ امْـسَـحِـي مِـنْ عُـيُـونِـنَـا أَثَــرَ الــــدَّمْـــــــعِ وَ هَــاتِ  الـعَــزَاءَ مِـنْــهُ بِـــــــدَالاَ

قَـدْ أَطَـلْـنَـا الـنَّحِـيـبَ عَـنْ مَجْـدِنَـا المَــا     ضِـي وَ تَـذْكـَــارَهُ الـسِّـنِـيـنَ الـطِّــوَالاَ

وَ سَـئِـمْــنَـا لَـحْـــنَ الأَسَــى وَمَــلِـلْـنَــــا     لُـغَــةَ  الـحُــزْنِ  مَـنْـطِــقــاً  وَ مَـقَـالاَ

فَـخُـذِي  نَـايَـــكِ  الـطَّــــرُوبَ وَ زُفِّـــــي     نَـغَـمَــاتٍ تَـأْسُـو الـضَّـنَـى وَ الـهُـزَالاَ

نَـغَـمَـاتٍ مِـنْ خَمْـرَةِ العَـــرْشِ سَـكْـــرَى     تـَغْـمُـرُ الـحِــسَّ  لَــــــذَّةً وَ الـخَــيَـالاَ

وَ تُـثِـيـرُ الـحَمَـاسَ  فِــيـنَــا فَـــنُحْـيِــــي     شَــرَفــــاً  غَــابِــــراً  وَ عِــزّاً  مُـذَالاَ

وَ تُـرِيـنَــا مُـسْـتَـقْـبَـــلَ الـوَطَــنِ الـغَــــا     لِـي نُــزَكِّـي جِـهَــادَنـَــا وَ الـنِّــضَــالاَ

أَنْـتِ أَسْــمَـى مِــنَ الـمَـوَاسِـمِ مَـغْــــزىً     وَ بَــهَــــاءً  وَ رَوْنَـــقــــاً  وَ جَــمَــالاَ

فَــاخِــرِي الـذِّكْـرَيَــاتِ أَيـَّــتُـهَــــا الــذِّكْــــــــرَى وَ تِـيـهِــي عَـلَــى الـخُـلُــودِ دَلاَلاَ

إِنَّ فِــي عَــرْشِـــكِ الـعَـلِــيِّ عَــظِـيـمـــاً     عَـبْـقَــرِيـّـاً  بَـــزَّ  الـعِـظـَـامَ  خـِصَـالاَ

مَــلِــكٌ  دُونَــــهُ  الــمُـلُـــوكُ  فَــخَــــاراً     وَ رَشـَــاداً وَ هِـــمَّـــةً  وَ جَـــــــــلاَلاَ

ذِرْوَةُ الـمَجْــدِ قَـدْ  حَـذَا  مُـنْـتَـهـَــاهـَــــا     وَ اخْـتَـطـَاهـَـا شَـوْطــاً فَـعَــزَّ مـَـنَـالاَ

بَــأْسُــهُ الـعَــزْمُ لاَ يَــنِـــي أَبَــــدَ الـــدَّهْــــــــرِ بِصَـعْـبٍ وَ لَـيْـسَ يَــدْرِي المُـحَـالاَ

مُـنْـقِــذُ الـشَّـعْـبِ مِـنْ جَهَـالَـتِـهِ الـكُــــبْــــــــرَى وَحَامِي الحِـمَى إِذَا الخَـطْـبُ نَالاَ

قَــدْ أَعَــادَ الـحـيـاةَ لِـلْأَنْـفُــسِ الـمَـــــــوْ     تَـى وَ أَحْـيَـا لَـهَــا الأَمَـانِـي الـقَـتَـالَى

وَ سَـقَـاهَــا مِـنْ كَـوْثَـرِ الـعِـلْـمِ وَالعِــــرْ     فَــانِ شِــرْبــاً مُـسْــتَـعْـذَبـاً سَـلْسَـــالاَ

وَ سَـعَـى فِــي رُقِـــيِّـــهَــــا وَعـُــلاَهَــــا     وَ حَـبَــاهَــا وَعْــيـاً وَعـَـزْمـاً تَـــوَالَى

فَــادِيــاً  شَـعْـبَـــهُ  بِــكُـــلِّ  نَــفِـــيــــسٍ     بَــــاذِلاً  نُـصْـحَـــهُ  وَ يَــبْــذُلُ  مَـــالاَ

يَــا سَـلِـيــلَ الـعِـظـَــامِ لَـيْـسَ عَـجِـيـبـــاً     إِذْ  وَرِثْــتَ الـعُــلاَ  فَــفُـقْــتَ  فِـعَــالاَ

وَ لَـمَـسْـتَ الأَسَـى فَــكُـنْــتَ طـَـبِــيـبــــاً     وَ هـَـدَيْـتَ الـهُـدَى فَـصِــرْتَ مِــثَــالاَ

وَ وَقَــيْــتَ الإِسْــلاَمَ خَـوْنـــاً وَ مَـيْــنـــاً     فَـمَـحَـقْـتَ الـخَـنَـا وَعـُـرْتَ الـضَّــلاَلاَ

يَــا سـَـلِــيــلَ الـمُـلـُــوكِ حُـبُّــــكَ دِيــــنٌ     قَـدْ تَـسَـامَـى عَـنِ الـفِــرَى وَتَـعَــالَى

عَــشِـقَــتْـهُ  قُـلُـوبــُـنَـــا  فَـهْـــيَ فِــيـــهِ     تَــتَــغَــنَّـى  تَـخَـشُّـعـاً  وَ ابْــتِــهَـــالاَ

أُشْــرِبَــتْ خَـمْــرَهُ المَشَـاعِــرُ رَشْــفـــاً     وَ تَــمَــلَّــتْــهُ   نَـشْــوَةً  وَ اجْــتِـــذَالاَ

*

*      *

إِيـــهِ  مَـــوْلاَيَ  إِنْ دَعـَــاكَ  نِــــدَانَـــــا     لَـسْـنَـا نَـرْجُـو سِـوَى  رِضـَاكَ نَـوَالاَ

قَــدْ  دَعَــوْنَــا الإِلاَهَ  يَـرْعَــــاكَ لـِلـشَّـعْـــــــبِ حَــفِــيــظــاً وَ يَـحْــرُسُ الأَنْــجَـالاَ

وَ رَعَى العَـرْشَ كُـلَّـمـَـا مَـسَّـنَـــــا الـضَّـــــــرُّ قَــصَــدْنَــاهُ  وَ ادَّرَعْــنَــا الـظِّـلاَلاَ